علاوة على ذلك، فقد أدت محاولات تضمين الآداب، ومنها الفنون العملية مثل التصميم، فيما كان يعتقد من قبل أنها مناهج علمية ورياضية فقط هي التي حولت الاختصار
STEM (الذي يشير إلى العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات)، إلى الاختصار
STEAM (إذ أضيف الحرف
A
إشارة إلى الآداب).
19
ومن الطرق التي يمكن استخدامها لدراسة دور الإبداع في التفكير النقدي أنه مصدر لمادة جديدة تقبل تطبيق التفكير المنطقي المنظم (الذي توفره أدوات التفكير النقدي الأخرى التي تناولها الكتاب)، وهي في تلك الحالة مادة قد لا توجد مبدئيا إلا في التخيل. فمثلما كتب ديوي منذ ما يزيد على قرن في كتاب «كيف نفكر»: «تنطوي القصص التخيلية التي يرويها الأطفال على جميع درجات الاتساق بين أجزاء القصة؛ حيث إن بعضها مفكك وبعضها محكم. عند ربط تلك الأجزاء ببعضها، فإنها تحفز التفكير التأملي؛ وعادة ما تحدث بالطبع في عقول تتمتع بقدرات التفكير المنطقي. غالبا ما ينتج الأطفال هذه القصص التخيلية قبل أن يكتسبوا القدرة على التفكير المتماسك، وهي تمهد له الطريق . وبهذا المعنى، تكون الفكرة صورة عقلية لشيء ليس موجودا في الحقيقة، والتفكير هو توالي تلك الصور.»
20 (16) السمات الشخصية
لقد تحدثت قبل ذلك عن السمات الشخصية التي ينبغي أن يتحلى بها المفكر النقدي؛ مثل حب الاستطلاع والتقمص الفكري والإبداع، التي قد يبدو أنها تليق بوصف للشخصية أكثر مما تليق بمنهج دراسي أو مجموعة من المعايير الأكاديمية. وتتعلق هذه المصطلحات «بالسمات» البشرية، وتسمى أيضا بالصفات أو الخصال السلوكية، وهي تصف ما ينبغي أن يتحلى به المفكر النقدي عند تطبيق المعرفة والمهارات المرتبطة بالتفكير المنطقي المنضبط على مواقف الحياة الواقعية.
ومع انتشار دورات التفكير النقدي لا سيما في التعليم العالي بدءا من ثمانينيات القرن العشرين، حدد المعلمون المعنيون بتدريس هذه الدورات التدريبية وكذلك الباحثون في مجال التفكير النقدي مجموعة كبيرة من السمات المطلوبة للتفكير الفعال والتأملي، وكذلك الاستعداد لتطبيق تلك القدرة عمليا، لا سيما في المواقف التي قد لا يكون التفكير العميق هو الخيار الوحيد فيها لدى الشخص، أو استجابته التلقائية الأولى.
Bog aan la aqoon