55

Fikirka Naqdiga

التفكير النقدي

Noocyada

تتضمن تلك الخطوة مشاركة ما ابتكر، مثل إجابات الأسئلة أو الأبحاث، مع الآخرين حيث يمكن لتلك المعلومات أن تصبح جزءا من نظام المعلومات الذي يتصفحه من يتمتعون بمهارات الدراية المعلوماتية.

يوفر مجال الدراية المعلوماتية إطارا للتعامل مع المعلومات التي نحتاج إليها جميعا اليوم؛ إذ توسعت هذه المصادر توسعا كبيرا، ودخلت إلى الفصول الدراسية والمنازل وأماكن العمل عبر أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة الموجودة في كل مكان.

وإذا اطلعت على قسم «المصادر الإضافية» الذي صار الآن مألوفا، فسيساعدك ذلك في معرفة المزيد من الجوانب العملية لكل خطوة من هذه الخطوات، وعن الدراية المعلوماتية بوجه عام.

وما ينبغي تذكره هو أنه سواء أكانت الخلفية المعرفية مستمدة من الكتب المطبوعة أم من المصادر الرقمية، وسواء أكانت نابعة من سنوات في دراسة موضوع ما أم من عمليات البحث السريعة عبر الإنترنت التي تناسب أغراضا بعينها؛ فإن الأمر بشأن التفكير النقدي أننا لا نستطيع تطبيق التفكير النقدي على موضوع ما، إذا لم نكن على علم بما نتحدث عنه. (15) الابتكار

إذا كان التفكير النقدي لا يرتبط إلا بالحقائق والمنطق، فقد يبدو الابتكار في محله إذا اعتبر من مهارات التفكير النقدي الأساسية. وبالرغم من ذلك، فمثلما تناولنا النسخة الأحدث من تصنيف بلوم في الفصل السابق، صار الابتكار (وصيغته الفعلية: «ابتكر») على رأس الهرم؛ أي إنه يمثل أسمى مهارات التفكير العليا. والأرجح أن كل من ناضل حتى تمكن من بناء برهان منطقي أنيق أو اشتقاق كيميائي، سيجادل دفاعا عن أهمية دور الخيال والأنشطة والسمات الإبداعية في هذه الجهود العقلية.

وإضافة إلى ذلك، يعد انتشار استخدام الابتكار في عملية التفكير النقدي، منطقيا في سياق منهج حل المشكلات الذي ذكره جون ديوي في كتابه «كيف نفكر». ويتمثل هذا المنهج في اقتراح فرضية واختبارها، ورفضها إذا لم تجتز هذه الاختبارات، أو قبولها إن نجحت فيها.

وبالرغم من أن هذه العملية التي ذكرها ديوي منهجية بالتأكيد، وهي عملية مستلهمة من العلوم لكنها تقبل التطبيق على كل المشروعات التي تتطلب التفكير التأملي، فإنها تنطوي على عنصر إبداعي أيضا. فكيف عساها أن تنتج الفرضيات المزمع اختبارها وتجربتها إلا أن يتمتع الشخص بالقدرة على تخيل الاحتمالات التي ربما لم تقترح من قبل أو تختبر؟

فبالرغم من كل شيء، لا يستمد العلماء أفكارهم من الحقائق أو الملاحظات فحسب. وإنما يبحثون أيضا عن أنماط، أو يبتكرون تجارب قد تؤدي إلى ظهور أنماط وملاحظات جديدة. وكأي شكل من أشكال الفنون، فإن البحث عن أنماط قد لا تكون واضحة أو تطوير شيء جديد، سواء أكان ذلك لوحة فنية أم تجربة علمية، فهو في جوهره عمل إبداعي.

وفي العقود الأخيرة، أدى الدور الذي لعبه التصميم في نجاح المنتجات المشهورة مثل «آيفون» من شركة «أبل»، إلى تشجيع الاهتمام بالعمليات القائمة على التصميم في مجالات متنوعة مثل الأعمال التجارية والتعليم، وظهر مصطلح «التفكير التصميمي» ليكون بمثابة مصطلح شامل للمناهج التكرارية القائمة على التجارب والآخذة في التوسع الخاصة بتكوين المعرفة واكتشافها و«صنعها».

18

Bog aan la aqoon