78

Tafkir Cilmi

التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر

Noocyada

ويمكن الإشارة إلى هذه العملية بصيغة بوبر الآتية:

---

TT ---

EE ---

حيث نبدأ بمشكلة ما، ونصوغ حلا مؤقتا، أو نظرية مؤقتة، ثم نعرضها بعد ذلك لكل الاختبارات الشاقة الممكنة في إطار عملية حذف الخطأ الذي يقودنا لصياغة مشكلات جديدة، وهذه المشكلات تنشأ من نشاطنا الخاص المبدع؛ يقول بوبر: «يستند التقدم في العلم أو في الكشف العلمي إلى الاستخدام الثوري لعملية المحاولة النقدية وحذف الخطأ، التي تتضمن بدورها البحث عن اختبارات تجريبية عديدة أو محاولات ممكنة لضعف النظريات العلمية أو تفنيدها.»

10

بيد أن الموقف الذي اتخذه بوبر هنا من العلم قائم على أن هناك سمة أساسية في ضوئها تميز بين ما هو علمي وما هو غير علمي. هذه السمة هي «القابلية للتكذيب

Falsifiability »؛ حيث إن ما يشغل خيالنا بل ويشده، فيما يرى بوبر، هو تفنيد نظريته المبكرة؛ عندئذ يكتسب العلم دلالته، وخصوصا عندما يكون واحدا من المغامرات الفكرية التي يسعى إلى ممارستها الإنسان. وبوبر هنا يرى أن مبدأ القابلية للتكذيب يقرر ما إذا كانت النظرية تعطينا محتوى إخباريا أم لا، وذلك في ضوء حجج تجريبية وملاحظات؛ فمهمة العلماء هي أن يحكموا النظريات في ضوء اختبارات قاسية.

11

ولذلك إذا ما تم لنا اختبار النظريات، فإننا نقبل النظرية الأكثر قابلية للتكذيب، والأكثر قابلية للاختبار، والأكثر في المحتوى (سواء المحتوى التجريبي أو المحتوى المنطقي). وعندما نتعرض للعلاقة بين القابلية للتكذيب وبين المحتوى المعرفي للقوانين والنظريات، نجدها علاقة وطيدة؛ إذ إن المستهدف من وراء ذلك هو محاولة تكذيب أو تفنيد المحتوى المعرفي لأي قانون أو نظرية. والواقع أن سبب هذه العلاقة القوية بينهما هو أن التحليل الدقيق لنظرية القابلية للتكذيب يظهر لنا أنه من الضروري أن نبحث عن النظريات الأكثر في محتواها المعرفي، النظريات الجسورة أو الجريئة، متذكرين دائما أن النظرية الأفضل هي التي تخبرنا أكثر، أو ذات محتوى معرفي أكثر، وهي بالتالي الأكثر قابلية للتكذيب.

Bog aan la aqoon