Fariimaha al-Jahiz

Al-Jahiz d. 255 AH
190

Fariimaha al-Jahiz

رسائل الجاحظ

Daabacaha

دار ومكتبة الهلال

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

Maansada
وبعد هذا فإني أرى ألّا تستكرهه فتبغّض إليه الأدب، ولا تهمله فيعتاد اللهو. على أنّي لا أعلم في جميع الأرض شيئا أجلب لجميع الفساد من قرناء السّوء، والفراغ الفاضل عن الجمام. درّسه العلم ما كان فارغا من أشغال الرجال، ومطالب ذوي الهمم. واحتل في أن تكون أحبّ إليه من أمّه. ولا تستطيع أن يمحضك المقة، ويصفي لك المودّة مع كراهته لما تحمل إليه من ثقل التأديب عند من لم يبلغ حال العارف بفضله. فاستخرج مكنون محبّته ببرّ اللّسان، وبذل المال. ولهذا مقدار من جازه أفرط. والإفراط سرف. ومن قصّر عنه فرّط، والمفرّط مضياع. ولا تستكثرنّ هذا كلّه فإنّ بعض النّعمة فيه تأتي على أضعاف النعامة، والذي تحاول من صلاح أمر من تؤمّل فيه أن يقوم في أهلك مقامك، وإصلاح ما خلّفت كقيامك، لحقيق بالحيطة عليه، وبإعطائه المجهود من نفسك. وقال زكريا ﵇: رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ. فعلم الله ﵎، فوهب له غلاما، وقال الله ﷿: وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى. اعلم أنّه أعطاك ولدا عبرة عين العدوّ، وقرّة عين الصديق الوليّ. فاحمد الله وأخلص في الدّعاء، وأكثر من الخير إن شاء الله تعالى.

1 / 212