80

Tadhkira Hamduniyya

التذكرة الحمدونية

Daabacaha

دار صادر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٧ هـ

Goobta Daabacaadda

بيروت

خرج من الدنيا خميصا، وورد الآخرة سليما، لم يضع حجرا على حجر، فما أعظم منّة الله عندنا حين أنعم به علينا سلفا نتّبعه، وقائدا نطأ عقبه. والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، ولقد قال لي قائل ألا تنبذها، فقلت: اغرب عني فعند الصباح يحمد القوم السرى «١» .
[١٥٤]- روي عن عبد الله بن عبّاس ﵄ قال: مرض الحسن والحسين وهما صبيّان، فعادهما رسول الله ﷺ ومعه أبو بكر وعمر ﵄، فقال عمر: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا إن عافاهما الله، فقال: أصوم ثلاثة أيّام شكرا لله تعالى وكذلك قالت فاطمة، وقال الصبيّان: نحن كذلك أيضا نصوم ثلاثة أيّام، وكذلك قالت جاريتهما فضّة، فألبسهما الله تعالى عافيته، فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام، فانطلق عليّ إلى جار له يهوديّ اسمه شمعون، فأخذ منه جزّة صوف تغزلها فاطمة بثلاثة أصوع شعير، فكانوا كلما قدّموا طعامهم جاءهم مسكين فآثروه به ليالي صومهم، حتى نزلت: وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ
(الدهر: ٨) .
[١٥٥]- وقال: لو رأى العبد الأجل ومصيره لأبغض الأمل وغروره.
[١٥٦]- وقال: الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر.
[١٥٧]- وقال من كلام له ﵇: الأقاويل محفوظة، والسرائر

[١٥٤] ربيع الأبرار: ١٦٩/أ، ومحاضرات الأبرار ١: ١٥٠- ١٥١.
[١٥٥] نهج البلاغة: ٥٣٤، وجاء في الحكمة الخالدة: ١١٦، قول حكيم: لو رأيتم مسير الأجل لأعرضتم عن غرور الأمل، وقارن بما في محاضرات الراغب ٢: ٥٢٠ وانظر ربيع الأبرار ٢:
٧٧٠، ٧٧٢.
[١٥٦] نهج البلاغة: ٥٣٤، وانظر شرح النهج ٦: ١٩٣ وربيع الأبرار ٢: ٢١٧.
[١٥٧] نهج البلاغة: ٥٣٥، (رقم: ٣٤٣، ٣٤٤) وتذكرة الخواص: ١٣٥.

1 / 87