وإذا أعجبك الصمت فتكلم. وقد روي هذا الكلام بعينه عن ابن عباس أو غيره.
[٤٣٥]- وقال بشر سمعت خالدا الطحان وهو يذكّر ويقول: إياكم وسرائر الشرك فقيل: وكيف سرائر الشرك؟ قال: أن يصلّي أحدكم فيطوّل في ركوعه وسجوده حتى تلحظه الحدق.
[٤٣٦]- وقال بشر: اكتم حسناتك كما تكتم سيّئاتك.
[٤٣٧]- قال إبراهيم الحربي: حملني أبي إلى بشر بن الحارث فقال:
يا أبا نصر، هذا ابني مستهتر «١» بكتابة الحديث والعلم، فقال لي: يا بنيّ هذا العلم ينبغي أن تعمل به، فإن لم تعمل به كله فمن كل مائتين خمسة مثل زكاة الدراهم، فقال له أبي: يا أبا نصر تدعو له؟ قال: دعاؤك له أبلغ، فإن دعاء الوالد للولد كدعاء النبي لأمته، قال إبراهيم: فاستحليت كلامه واستحسنته، فأنا مارّ «٢» إلى صلاة الجمعة فإذا بشر يصلي في قبة الشعر «٣» فقمت وراءه أركع إلى أن نودي بالأذان، فقام رجل رثّ الحال والهيئة، فقال: يا قوم احذروا أن أكون صادقا وليس مع الاضطرار اختيار، ولا يسع السكوت عند العدم، ولا السؤال مع الوجود، وثمّ فاقة رحمكم الله، قال: فرأيت بشرا أعطاه قطعة وزنها دانق، قال إبراهيم: فقمت إليه فاعطيته درهما وقلت:
أعطني القطعة، فقال: لا أفعل، فقلت: هذان درهمان، فقال: لا
[٤٣٥] حلية الأولياء ٨: ٣٤٣.
[٤٣٦] حلية الأولياء ٨: ٣٤٧ (وورد أيضا في الحلية ٣: ٢٤٠ لأبي حازم) .
[٤٣٧] حلية الأولياء ٨: ٣٤٧- ٣٤٨.
١٣ ١ التذكرة