Xasuusin Ku Saabsan Waanada
التذكرة في الوعظ
Baare
أحمد عبد الوهاب فتيح
Daabacaha
دار المعرفة
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٠٦
Goobta Daabacaadda
بيروت
يصبر من عَادَته الْقرب وَلَا يقوى على حجبكم من قيمَة الْحبّ فَإِن لم ترك الْعين فقد يبصرك الْقلب لما أخلوا لَهُ الْقُلُوب مِمَّا سواهُ أَضَاءَت قُلُوبهم وَإِن كَانَت لَا ترَاهُ كَأَنَّهَا ترَاهُ وَلأَجل مَا هم فِيهِ من مقَام الْقرب واقفون وَمن عَظمَة رَبهم خائفون طالبوا بهَا النَّاس بِهِ مسامحون عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول اله ﷺ يَا بِلَال إلق الله فَقِيرا وَلَا تلقه غَنِيا قَالَ يَا رَسُول الله كَيفَ لي بذلك قَالَ هُوَ ذَاك وَإِلَّا فَالنَّار أَصْحَاب الْعِنَايَة مطالبون بِمَا لَا يُطَالب بِهِ المهملون والمقربون يناقشون على مَا تسَامح بِهِ المتعبدون لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ اصطنعهم لنَفسِهِ وجعلهم جلساءه فِي حَضْرَة قدسه فَكيف يسامحون فِي الإخلاء بِحسن الْآدَاب وَبِحسن الْأَدَب استحقوا ساميات الرب لما استشفعت الْخَلِيفَة بسادات الْمُرْسلين يَوْم الْقِيَامَة تَأَخّر آدم بِسَبَب الشَّجَرَة الَّتِي نهى عَنْهَا وَهِي خَطِيئَة قد غفرت لَهُ وَقد تَابَ مهنا وَتَأَخر نوح بالدعوة على قومه وَمَا أَرَادَ بهَا إِلَّا هَلَاك أَعدَاء الله وتطهير الأَرْض والبلاد وأراحة الْعباد وَتَأَخر الْخَلِيل بالديات الثَّلَاث وَكلهَا كَانَت فِي ذَات الله وَطلب مرضاته وَتَأَخر الكليم بِالنَّفسِ الَّتِي قَتلهَا وَإِنَّمَا كَانَ الْمَقْتُول كَافِرًا بَاغِيا أَرَادَ كليم الله كَفه وَلم يعْتَمد قَتله وَكَانَ فِي ذَلِك الْوَقْت من اهل النُّبُوَّة والرسالة وَتَأَخر الْمَسِيح خجلا مِمَّا فَقلت النَّصَارَى فِيهِ وَذَلِكَ ذَنْب مَا جناه وَلَا إرتضاه علمُوا ان مقَام الشَّفَاعَة مقَام لَا يسامح تقدمُوا إِلَيْهِ فناقش كل مِنْهُم نَفسه بأدق مَا يلْزم وَيجب عَلَيْهِ كلما بلغُوا من الْقرب والأنس مقَاما ازدادوا لله إجلالا وإعظاما
1 / 181