فهذاحق واجب بين الأستاذ والطالب، فإن الأستاذ يطلب إقامة الحق على نفسه ليقوم به، ويتهم نفسه أحيانا، ويتعرف أحواله من غيره، مما عنده من النصفة وطلب الحق ، والحذر من الباطل، كما يطلب المريد ذلك من شيخه من التقويم، وإصلاح الفاسد من الأعمال والأقوال
ومن براهين المحق أن يكون عدلا في مدحه، عدلا في ذمه، لا يحمله الهوى - عند وجود المراد - على الإفراط في المدح، ولا يحمله الهوى - عند تعذر القصود - على نسيان الفضائل والمناقب، وتعديد المساوىء والمثالب
فالمحق في حالتي غضبه ورضاه ثابت على مدح من مدحه وأثنى عليه ؛ ثابت على ذم من ثلبه وحط عليه
وأما من عمل كراسة في عد مثالب هذا الرجل القائم بهذه الصفات الكاملة بين أصناف هذا العالم المنحرف، في هذا الزمان المظلم، ثم ذكر مع ذلك شيئا من فضائله، ويعلم أنه ليس المقصود ذكر الفضائل، بل المقصود تلك المثالب، ثم أخذ الكراسة يقرؤها على أصحابه واحدا واحدا في خلوة
Bogga 48