Tadhkar Fi Afdal Adhkar
التذكار في أفضل الأذكار من القرآن الكريم
Noocyada
قلنا: لا ننكر أن يجد بعض الفضلاء والصالحين مثل هذه لغلبة الخشية والخوف والحق ما ذكرناه أولا, فإن كنت يا من لبس عليه تدعي أنك على نعمهم فمت كموتهم فتنبه لبهرجك فإن الناقد بصير, والمحاسب خبير.
ثم يقال لمن صرخ في حال خطبة الجمعة: إن كنت قد ذهب عقلك حال صعقتك فقد خسرت صفقتك, إذ قد سلب عقلك, وذهب فهمك, ولحقت بغير المكلفين من الصبيان المجانين, وصرت كأحدهم بل أخسر لأنك حرمت سماع الموعظة, وشهود الجمعة.
وقد قال مشايخ الصوفية رضي الله عنهم: مهما كان الوارد مانعا من القيام بالفرض, ومانعا من خير فهو من الشيطان. ثم يلزم من ذهب عقله بأن ينتقض وضوؤه فإن صلى بعد تلك الغشية بوضوئه الجمعة ولم يتوضأ كان كمن لم يشاهد الخطبة ولا صلى, فأي صفقة هي أخسر ممن هذه صفقته, وأي مصيبة هي أعظم ممن هذه مصيبته! وإن كان وقت صراخه حاضر في عقله فقد تكلم في حال الخطبة وشوش على الحاضرين سماعها, وأظهر بدعة في مجمع من الناس وحرضهم لأن يجب عليهم تغييرها, فإن لم يفعلوا فقد عصى الله من جهات متعددة وحمل الناس على المعصية إلى ما ينضاف إلى ذلك من رياء كامن في القلب, وفسق ظاهر على الجوارح. فنسأل الله الوقاية من الخذلان, وكفاية أحوال المجان.
قال المؤلف رحمه الله: ولقد أخبرني بعض أصحابنا ممن أثق به أن الفقيه القاضي الخطيب بمالقة ابن الإمام القاضي عياض ضرب من صاح في حال الخطبة لما فرغ من صلاة الجمعة ضربا وجيعا وقال له: ضربتك لشهرتك لنفسك, وتشويشك على الناس, وكلامك حال الخطبة .
Bogga 162