غاية الحركة إما أن تكون بحسب العقل أو بحسب التخيل. فإن كانت بحسب العقل كان الواجب المقصود يسمى الغاية الحقيقية. وإن كانت بحسب التخيل كان إما مطابقا لما يتخيل ، فيسمى عبثا وإما مخالفا فيسمى جزافا.
كل ما وجوده لغيره فذلك الغير يعقله إذا لم يكن ذلك مؤثرا فيه.
الممكن وجوده فى الشىء لا يجب وجوده فيه ، فإن وجوده فيه ليس بأولى من وجوده فى شىء آخر ، فليس يجب وجوده ، فهو غير واجب وجوده لا فى هذا ولا فى ذاك.
الممكن غير موجود ما لم يجب ، فإنه ما دام على حد إمكانه فهو غير موجود.
هذا الفرض أو هذه الصورة إن كان واجبا وجوده فى هذه المادة فلا يجب وجوده فى غيرها ، وإن كان ممكنا وجوده فيها فلا يكون أولى من وجوده فى غيرها فلا يكون موجودا فى هذا ولا فى ذاك.
(نحن إذا رأينا شيئا فى المنام فإنما نعقله أولا ثم نتخيله ، وسببه أن العقل الفعال يفيض على عقولنا ذلك المعقول ثم يفيض عنه إلى تخيلنا. وإذا تعلمنا شيئا فإنما نتخيله أولا ثم نعقله فيكون بالعكس) (1) من ذلك الأول. ونحن إذا أردنا أن نعلم شيئا تستعد النفس لقبول معرفة ذلك من العقل الفعال بإزالة المانع العائق لها عن هذا الطلب فيتخصص استعدادها ، لذلك احتلنا عند ذلك كثيرا فى شغل القوة الخيالية عن المعارضة والمعاوقة عنه ، مثل ما إذا أردنا أن نعلم مسألة هندسية شغلنا القوة الخيالية بأشكالها المخطوطة لئلا نذهب إلى شىء آخر فيمانع. والنفوس الإنسانية إذا أخذت من القوة الخيالية مبادئ علومها حتى لا تحتاج فى شىء مما تحاول معرفتها إلى أخذ مبادئه من القوة الخيالية تكون قد استكملت. وإذا فارقت كانت متخصصة الاستعداد لقبول فيض العقل الفعال ، فإن العقل الفعال فعال بالفعل أبدا لا يتوقف فعله على شىء وإذا كانت المادة القابلة متخصصة الاستعداد لقبول فيضه ، وهذا من إنسان ما ، فيجب أن يجتهد الإنسان حتى يبلغ هذا المبلغ فى هذه الدنيا.
هذه المنامات والإنذارات دليل على اتصال النفس الإنسانية بالأول طبعا بلا كسب.
العلوم التي إذا أدركت أمكن استثباتها على الذهن بالتخيل والحس ، كالأشكال
Bogga 83