صورة كل كوكب ، ولم يصح وجود أشخاص كثيرة منه. وإن كان تشخصه بشيء آخر فإما أن يكون ذلك الشيء موضوعه أو شيئا آخر. فإن كان شيئا آخر كان متقوما بشخصيته قائما بذاته مستغنيا عن موضوعه. وإن كان موضوعه فيجب أن يترجح موضوعه. فصلوحه له عن سائر الموضوعات التي يجوز أن تكون له بسبب لم يعرض لسائرها الذي كان جائزا أن يكون موضوعا له من أشخاص موضوعاته فاذن موضوعه هو الذي عين وجوده وشخصيته. فلا يصح وجوده من دون ذلك الموضوع. فلا يصح عليه الانتقال (23 ب).
النوعية كالإنسانية مثلا أو النارية كلها واحدة ، والمادة كذلك واحدة لا اختلاف فيها ، وهى مستعدة لكل صورة من حيث هى مادة وإذا تعينت مادة ما لصورة ما فإنما يكون ذلك بسبب ، وذلك السبب حادث بعد ما لم يكن ، وكل حادث بعد ما لم يكن فحدوثه فى مادة. فيجب أن يكون ذلك السبب المعين لتشخص تلك الصورة فى تلك المادة شيئا حادثا فى المادة لا فى تلك الصورة ، وكذلك النفوس كلها واحدة فى طبيعتها وجوهريتها واختلافها فى الذكاء والبلادة والخيرية والشرارة لأحوال تلحق المادة فتوجب فى النفس تلك الهيئة. وأما اختلافها فى الأحوال التي لها من خارج ، كالسعادة والنحوسة ، فلأحوال توافيها من خارج ، كحركة الفلك أو تقدير الله أو غيره مما يجرى هذا المجرى.
صورة الجسمية التي هى الاتصال تبطل مع بطلان الصورة المقترنة بها المقيمة إياها موجودة بالفعل : كالنار مثلا صورة الجسمية التي فى هيولاها المقترنة بالصورة النارية إذا بطلت صورة النار وحدثت صورة الهواء تبطل صورة الجسمية معها وتحدث صورة جسمية أخرى مع حدوث الصور الهوائية. والدليل على ذلك أن الأبعاد التي هى الاتصالات نفسها أو أشياء تعرض للاتصالات تتغير وتبطل بالتكاثف والتخلخل. فإنها إذا تخلخلت بالصورة النارية تلك الهيولى القابلة للاتصال كان الاتصال غير الاتصال الذي كان عند ما كانت قابلة للهوائية فإنها امتدت وتزايدت فى الأقطار. وإذا تكاثفت الهيولى بطلت تلك الصورة النارية وصورة الاتصال معها وحدثت صورة المائية مثلا واتصال آخر يكون صورة الجسمية فتجتمع الهيولى وتتكاثف وتتقلص أقطارها. فتغير الأبعاد دليل على بطلان الاتصال الذي هو صورة الجسمية وعلى حدوث اتصال آخر.
الله تعالى كان خلق هذا العالم مختارا. فإنه إن لم نقل إنه كان مختارا ، كان ذلك منه عن غير رضى به. وليس المختار إذا اختار الصلاح ففعله يلزمه أن يختار مقابله أيضا
Bogga 71