لا موجبة للكائنات وهى أيضا علل لحركاتها ، وإنما أسبابها الموجدة الذاتية العقول الفعالة.
لو كانت الغاية موجودة فى علم مخصص كما ظن ، لم يكن النظر فيها إلا لصاحب العلم الكلى ، فإنه ينظر فيها أنها كيف كانت لو كانت عامة وكان النظر فيها نظرا عاما لا مخصصا ولم يكن فى منة (1) صاحب العلم الجزئى أن يثبتها ويتكلم فيها وفيما يعرض لها المهندس مثلا لا ينظر فى المقادير والأشكال أنها هل هى لغاية أو لغير غاية ، وهل خلق الفلك لغاية أو لغير غاية.
المقادير من حيث هى غير مشكلة هيوليات قريبة للأشكال المقدارية ولخواصها. والوحدات أيضا هيوليات قريبة للعدد ولخواص العدد.
خواص المقادير والعدد هى غايات تتأدى إليها هيئاتها ، ولو لا أنها غايات لما كان الطالب يطلبها فإن الغاية فى الاستدارة شىء من خواصها ، لا نفس الاستدارة ، وتلك الخواص غاية لشكل الاستدارة.
الغاية توجد فى كل العلوم.
وإذا بطل السواد فقد بطل معه فعله المنوع له ، وبطلت حصة من طبيعة الجنس فإن اللون معنى عام يعم السواد وسائر الألوان ، ويكون لكل واحد فصل يحصل حصة من اللون ويخصصه كالنطقية مثلا التي تفرز حصة الإنسان من الحيوان وتحصلها أو تخصصها ، فإن فرضنا أن فصله المنوع له باق بكون السواد أيضا باقيا ، وإن فرضنا أن حصته من طبيعة الجنس باقية كان ذلك الفصل الذي فرضناه فصلا منوعا عرضا لا فصلا ، فإن الفصل هو الذي يتعلق به قوام الشىء والعرض لا يتعلق به.
الجوهرية فى النار إذا فسدت النار لا يصح أن تبقى مع حدوث الهواء حتى تبقى حصة الجنس مع فساد الفصل ، وكذلك الحيوانية التي فى الإنسان : فإنها ليست هى الحيوانية التي فى الفرس حتى يكون فيهما معنى واحد بالتغيير.
البياض إذا استحال سوادا كان له استحالات لا نهاية لها لكنها ليست بالفعل ولا تكون تلك الاستحالات موجودة معا بل تكون على سبيل التحدد كالحال فى الحركة.
ولا يمكن أن تكون فى آن واحد ثابتة على حالة واحدة بعينها ويكون مشارا إليها ولا يكون تغيره بالأشخاص بل بالأنواع. وأما الصور الجوهرية مثل الماء والنار فإنها تستحيل دفعة واحدة بغير وسائط ، فيجب لو كانت بينها وسائط غير متناهية أن تكون
Bogga 41