فلمّا قدمُوا عَلَيها نَزلوا قَالوا لَها: وَيْحَك، كَتبتِ إلى مِثل طَلْحَة الطلحات تَسْتَطْعِمينَه جُبْنَ خُراسان؟ قالت: وقَد بَعثَ اليَّ بشئٍ؟ قالُوا: نَعَم، واخرجوا الجَنْبَتَين فكَسرتهُما فتَناثَرتْ الدّنانير منهما، ثم قالت: أمِثْلي يَسأَلُ طَلحَة جُبْنًا؟ ثم قالت: أقرأُ عَلَيْكُم كِتابي إليه؟ قالوا: نَعم، فإذا في كتابها:
يا أيهَّا المّائِحُ دَلْوى دونَكا
اِنِّي رأَيْتُ النَّاسَ يَحمْدَوُنكما
يُثنُون خَيْرًا ويُمَجدَونَكَا
ثم قالت: أفَأَقْرأُ عليكم جوابَه؟ قالوا: نعم. فأذا جوابُه
إنَّا مَلاْناها تَفيضُ فَيْضَا
َفلَنْ تَخافِي ما حيِيتِ غَيْضًَا
خُذِي لكِ الجُبْنَ، وعُودي ايْضًَا
(٣) أَنشَدَ ابنُ دريد عن أبي حاتِمٍ، عن أبي عُبَيْدة للفرزدق يَمْدح نَصرَ بنَ سَيّار:
1 / 74