بعدَهُ أبدًا" متفق عليه (١).
ثُمَّ بعد هذا الفضل الأعظم، والرضوان الأكبر، والإِحسان الكامل، والإِكرام الشامل، والامتنان البالغ، والإِنعام السَّابغ، يتجلى عليهم الكريم ﷻ تجلِّي الرضى والجمال.
(ويقول الله تبارك) فعل ماضٍ لا يتصرف، ومعناه: تعاظم وتقدَّس، وهو جامع لأنواع الخير، ومخصوص بالبارئ كسبحان.
(وتعالى:) أي: تنزَّه عما لا يليق بعليِّ كمالِه الأقدس.
(وتريدون) بتقدير همزة الاستفهام، أي: أتريدون شيئًا.
(أزيدكم؟) أي زائدًا على ما أنتم فيه من رحمتي ورضواني.
فتكون الجملة صفة، والرابط محذوف، أو الفعل نفسه جواب الاستفهام.
(فيقولون) مقرِّين لله تعالى بكمال تفضله وكرمه، مذعنين له بتوالي آلائه ونعمه:
(ألم تبيض وجوهنا؟) وذلك من أعظم الكرامات، وأجلّ المثوبات، حيث كانت عاقبته الخلود في رحمة الله، كما بشَّرهِم بذلك في الدنيا في قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٧].
(ألم تدخلنا الجنَّة) دار القرار ومعدن السرور والأسرار، في
_________
(١) البخاري (٦٥٤٩)، ومسلم (٢٨٢٩).
1 / 23