وتقرير ذمه وزيادة التمكين بقبحه والتنفير عنه.
نعم: قد يطلق الحسد مجازا على الاغتباط وهو تمني مثل تلك النعمة من غير إرادة زوالها عن صاحبها فلا يكون مذموما، وليس الكلام فيه.
وفي قوله: يسد باب الإنصاف استعارة مكنية وتخييلية وترشيحية.
"ويصد" أي يمنع "عن جميل الأوصاف" ومحاسن الأخلاق، وفي يسد ويصد الجناس المضارع، وفي السجعتين لزوم ما لا يلزم، وهو الإتيان بالصاد قبل الألف في الإنصاف والأوصاف.
"وألهمنا" أي: ألقي في روعنا بطريق الفيض "شكرا" وهو: مقابلة النعمة بقعل ينبئ عن تعظيم المنعم، سواء كان باللسان بأن يثنى عليه باللفظ، أو بالجنان بأن يعتقد أنه ولي النعمة، أو بالأركان بأن يدئب جوارحه في الطاعة له. وقد جمعها الشاعر في قوله:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة ... يدي ولساني والضمير المحجبا
أي: أفادتكم إنعاماتكم علي ثلاثة أشياء: المكافأة باليد ونشر المحامد باللسان ووقف الفوائد على المحبة والاعتقاد.
1 / 56