148

السادسة والعشرون: قال بعض العلماء: هذه أرجى آية في كتاب الله تعالى من حيث لطف الله بالقذفة العصاة بهذا اللفظ، وقيل: أرجى آية في كتاب الله -عز وجل- قوله تعالى: {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا} [(47) سورة الأحزاب] وقد قال تعالى في آية أخرى: {ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير} [(22) سورة الشورى] فشرح الفضل الكبير في هذه الآية، وبشر به المؤمنين في تلك، ومن آيات الرجاء قوله تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} [(53) سورة الزمر] وقوله تعالى: {الله لطيف بعباده} [(19) سورة الشورى] وقال بعضهم: أرجى آية في كتاب الله -عز وجل-: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} [(5) سورة الضحى] وذلك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يرضى ببقاء أحد من أمته في النار.

السابعة والعشرون: قوله تعالى: {أن يؤتوا} [(22) سورة النور] أي لا يؤتوا فحذف {لا} كقول القائل:

فقلت يمين الله أبرح قاعدا. ذكره الزجاج، وعلى قول أبي عبيدة لا حاجة إلى إضمار {لا} {وليعفوا} من عفا الربع أي درس، فهو محو الذنب حتى يعفو كما يعفو أثر الربع.

يكفي بارك الله فيك. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

Bogga 31