وهذا تصحيف يذكرنا بتصحيف العكبري لحديث: ((آية الإيمان حب الأنصار)) حيث رواه: (إنه الإيمان حب الأنصار).
وقال ابن كثير -رحمه الله تعالى-: "وقيل: لأنها جماعة حروف من القرآن، وطائفة منه، كما يقال: خرج القوم بآيتهم، أي بجماعتهم" ثم استدل على ذلك بقول الشاعر:
خرجنا من النقبين لا حي مثلنا ... بآيتنا نزجي اللقاح المطافلا
يعني بجمعنا.
ما ورد في فضل الفاتحة:
ثم بعد هذا الفاتحة، وورد في فضلها ما لا يخفى عليكم، مما رواه البخاري وغيره من حديث أبي سعيد ابن المعلى -رضي الله عنه- قال: "كنت أصلي فدعاني النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم أجبه، قلت: يا رسول الله إني كنت أصلي، قال: ((ألم يقل الله {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} [(24) سورة الأنفال] ثم قال: ((ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟ )) فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج قلت: يا رسول الله: إنك قلت: ((لأعلمنك أعظم سورة في القرآن)) قال: ((الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)) هذا مخرج في البخاري وغيره، ورواه مسلم والنسائي وغيرهما عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "بينما جبريل قاعد عند النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك، -وإن شئت فقل- فاتحة الكتاب، يعني هما، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته" وهذا في مسلم والنسائي وغيرهما.
والأحاديث الدالة على فضل
سورة الفاتحة
كثيرة، ولو لم يكن من شأنها وعظمها إلا أنها لم يفرض من القرآن شيء في الصلاة سواها، وهي ركن على ما سيأتي تقريره -إن شاء الله تعالى-.
ولها أسماء فمن أسماءها الفاتحة، وهذا هو المشهور، وبها يفتتح الكتاب، وبها تفتتح القراءة في الصلاة وخارجها، وفي الحديث السابق سميت فاتحة الكتاب.
طالب:. . . . . . . . .
Bogga 17