254

Tacliq Cala Muwatta

التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه

Tifaftire

الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين (مكة المكرمة - جامعة أم القرى)

Daabacaha

مكتبة العبيكان

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م

Goobta Daabacaadda

الرياض - المملكة العربية السعودية

Noocyada

الأعْشَى (١):
وَسَعَى لِكْنَدَةَ غَيرَ سعيِ مُوَاكِلٍ ... قَيسٌ فَضَرَّ عَدُوَّها وَبَنَى لَها
فهذَا لا يَكُوْنُ إِلَّا سَعيًا ضَعِيفًا؛ لأنَّ المُوَاكِلَ: هُوَ الَّذِي يَتكِلُ عَلَى غَيرِهِ، وَلَا يَجِدُّ في السّعيِ، هذَه رِوَايَةُ الأصمَعِيِّ. وَرَوَى أَبُو عُبَيدَةَ: "سَعيَ غَيرِ مُوَاكَل" وَقَد بَيَّنَ في هذَا البَيتِ أَنَّ السَّعيَ يَكُوْنَ سَرِيعًا وغَيرَ سَرِيعٍ، وَقَال الشَّاعِرُ (٢):
سَعَيتَ إِلَى الخَيرَاتِ سَعْيَ مُقَصِّرٍ ... فَأَقْبَلْتَ سُكِّيتًا وَغَيرُكَ سَابِقُ
فَإِذَا ثَبَتَ هذَا لَمْ يَكُنْ فِي قِوْلهِ (٣): ﴿فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوْبِ السَّعيِ والإسْرَاعِ دُوْنَ التّأنِّي. وإِنْ جُعِلَ إِسْرَاعًا فَيَكُوْنُ إِسْرَاعًا بالنِّيّةِ والاعتِقَادِ عَلَى القَدَمِ كَمَا قَال مالك، وانْظُر مَا ذَكَرْنَاهُ في بَابِ (جَامِعِ الوَضُوْءِ) مِنْ قَوْلِ عُمَرَو بنِ مَسْعُوْدٍ، إلَّا أَنَّ الأظْهرَ مِنْ هذهِ المَسْأَلةِ أَنَّ الأكْثَرَ في كَلامِ العَرَبِ أَنْ يَكُوْنَ السَّعيُ بِمَعْنَى الإسْرَاعِ والشَّوَاهِدِ عَلَيهِ أَكْثَرُ كَنحو مَا قَدَّمنَاهُ، وكَقَوْلِ الشَّمَّاخِ -يَرثي عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ-: (٤)

(١) ديوانه "الصبْحُ المُنير" (٢٥)، والرِّوَايتانِ عن الأصمَعِي وأَبِي عُبَيدَةَ في شرح الدِّيوان المذكورة.
(٢) لم أعثر على هذا البَيتِ، وقوله: "سُكِّيتًا" قَال في التَّاجِ: (سَكَتَ) "وَقَد يُشَدَّدُ فَيُقَال: السُّكِّيتُ، وهو الذي يَجِيءُ آخرَ خَيلِ الحَلْبَةِ من العَشْرِ المَعدُوْدَاتِ، وهو القَاشُوْرُ، والفِسْكِلُ أَيضًا، وَمَا جَاءَ بَعدَهُ لا يُعْتَدُّ بِهِ كَذَا في "الصِّحَاحِ"، وأوَّلها "المُجَلِّي"، ثمَّ "المُصلي"، ثمَّ "التَّالي" ثُمَّ "المُرتَاحُ" فـ "العَاطِفُ" فـ "الحَظيُّ" فـ "المُؤمِّلُ" فـ "اللَّطيمُ".
(٣) سورة الجُمُعَة، الآية: ٩.
(٤) البيتُ مَعَ أَبْيَاتٍ تُنْسَبُ إِلى حَسَّان بنِ ثَابِت في ديوانه (٤٩٩)، وتُنْسَبُ إلى الشَّمَّاخِ بنِ ضِرَارٍ الغَطَفَانِي أو إِلى: أَخَوَيهِ جَزَءٍ بنِ ضِرَارٍ، أو مُزَرّدِ بنِ ضِرَار، ورُبَّمَا نُسِبَتْ إِلَى هاتِفٍ من =

1 / 160