165

Tacliq Cala Muwatta

التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه

Baare

الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين (مكة المكرمة - جامعة أم القرى)

Daabacaha

مكتبة العبيكان

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م

Goobta Daabacaadda

الرياض - المملكة العربية السعودية

Noocyada

وَيُرْوَى (١): "عَلَى يَنْخُوبِ". - وَقَوْلُهُ ﵇: "أَوَلَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ ثَلَاثَةَ أحْجَارٍ" [٢٧]. هَذِهِ الوَاوُ عِنْدَ سِيبَوَيهِ (٢) وأَصْحَابِهِ وَاوُ العَطْفِ دَخَلَتْ عَلَيهَا أَلِفُ الاسْتِفْهامِ، فَأَحْدَثَتْ في الكَلَامِ ضَرْبًا مِنَ التَّقْرِيرِ، وَقَدْ تَكُوْنُ للاسْتِفْهَامِ الَّذِي لا تَقْرِيرَ فيه، وَقَدْ تُحْدِثُ في الكَلَامِ مَعْنَى التَّوْبِيخِ كَقَوْلهِ [تَعَالى] (٣): ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ [بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ]﴾ (٤) وَهِيَ تُسْتَعْمَلُ عَلَى وَجْهَينِ: أَحَدُهِمَا: تَقْرِيرُ المُخْبِرِ عَلَى بَعْضِ مَا أَخْبَرَ بِهِ (٥). والثَّانِي: عَطْفُ كَلَامِ المُخَاطَبِ عَلَى كَلَامِ المُحَدِّثِ. أَمَّا التَّقْرِيرُ فَمِثْلِ أَنْ يَقُوْلَ قَائِلٌ: جَاءَنِي زَيدٌ وَقَال لِي كَذَا وَكَذَا، فَيقُوْلُ لَهُ المُخَاطَبُ: أَوَ قَال لَكَ هَذَا؟ فَتَسْتفْهِمُهُ عَنْ بَعْضِ كَلَامِهِ وَيَتْركَ بَعْضَهُ. وأَمَّا العَطْفُ: فَكَقَوْلِ القَائِلِ: جَاءَنِي زَيدٌ، فَيقُولُ المُخَاطَبُ: أَوَ أَقَامَ؟ كَأَنَّهُ أَرَادَ عَطْفَ القِيَامِ عَلَى المَجِيئِ الَّذِي نَطَقَ بِهِ المُخْبِرِ فَلَمْ يَكُنْ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ

(١) في الأصل: "ينكوب" تحريفٌ ظاهرٌ، وما أثبته هي رِوَايَةُ الدِّيوَانِ. و"يَنْخُوبُ": اسمُ مَوْضِعٍ أَوْ جَبَلٍ، كَذَا قَال البَكْرِيُّ في مُعجم ما اسْتعجم (١٤٠٢)، ويُراجع: مُعجم البُلدان (٥/ ٥١٤)، وأَنْشَدَا بيتَ الأعشى، وأنْشَدَ يَاقُوتٌ مَقْطُوْعَةَ عن ابْنِ لأعرابي لبَعْضِهِمْ فِيهَا: وأَصْبَحُ يَنْخُوْبٌ كأَنَّ غُبَارَهُ ... بَرَاذِينُ خَيلٍ كُلُّهُن مُغِيرُ (٢) الكتاب (١/ ٤٩١). (٣) سورة البقرة، الآية: ٨٧. ولعلَّه يريدُ الآيةَ: ﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ ...﴾ [سورة البقرة، الآية: ١٠٠] لأنَّ الآيَةَ الَّتِي مَثَّلَ بِهَا لَيسَ فِيهَا الوَاوُ الدَّاخِلَةُ عَلَيهَا الهَمْزَةُ. (٤) في (س). (٥) في (س): "الخبر على بعض ما أخبره".

1 / 69