Tacsiyada
التعازي
Baare
إبراهيم محمد حسن الجمل
Daabacaha
نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع
وكان ابن شبل بن معبد البجلي بشيراز فمات أهله بالطاعون فبلغه، فجزع عليهم فقال: الطويل
سما لك في شيراز همٌّ فلم تنم ... غريبًا كما بعض الرّجال غريب
برتني صروف الدّهر من كلّ جانبٍ ... كما ينبري دون اللّحاء عسيب
أقول لأصحابي وقد قذفت بنا ... نوى غربةٍ عمّن نحبّ شطوب
متى العهد بالأهل الّذين تركتهم ... لهم من فؤادي بالعراق نصيب
وهل ترك الطاعون لي من قرابةٍ ... إليه إذا كان الإياب أؤوب؟
وكنّا نرّجي أن نصير إليهم ... فغالتهم من دون ذاك شعوب
مقادير لا يغفلن من كان يومه ... لهنّ على كلّ الأنام رقيب
سقين بكأس الموت من قد أصبنه ... وللحيّ من أنفاسهنّ ذنوب
فقد أصبحوا لا دارهم منك غربةٌ ... بعيدٌ ولا هم في الحياة قريب
وهوّن عنّي بعض وجدي أنّني ... رأيت المنايا تغتدي وتثوب
وأنّي رأيت النّاس أفنى كرامهم ... حودث، كلّ العالمين تصيب
وما نحن إلاّ منهم غير أنّنا ... إلى أجلٍ ندعى له فنجيب
وقال أبو عبد الرحمن العجلاني عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت قال: هلك في طاعون عمواس من آل الوليد بن المغيرة عشرون فتىً، ومن آل صخر مثلهم. فقال رجل منهم: السريع
من ينزل الشّام ويعرس به ... فالشّام إن لم يفننا كارب
يقول: إن لم يفننا فهو يقارب ذلك. يقال: كرب الشيء يكرب إذا قرب.
1 / 219