Baro Af Cusub Si Dhakhso Ah Oo Fudud
تعلم لغة جديدة بسرعة وسهولة
Noocyada
إن كنت قد درست بالفعل إحدى اللغات الأجنبية، سواء أتعلمتها في المدرسة أم تعلمتها لأن أسرتك تتحدث بها، أو لأنك عشت بعض الوقت في مكان يتحدث أفراده بلغة أخرى؛ فإنك لن تجد صعوبة في تعلم اللغة التالية؛ إذ سيتحسن مستواك مع الممارسة؛ لأنك تعرف كيف تتعامل مع هذا بشكل طبيعي، بالإضافة إلى فهم آلية القواعد اللغوية بدرجة أفضل، ورؤية أوجه التشابه، وإدراك أصول الكلمات واشتقاقاتها؛ على سبيل المثال: إذا كنت قد تعلمت الفرنسية، فإنك لن تجد صعوبة في تعلم الإسبانية أو الإيطالية، وإذا كنت قد درست الألمانية، فلن تجد صعوبة في تعلم الهولندية أو أي لغة من اللغات الإسكندنافية؛ وسيمنحك الإلمام بالروسية تميزا في تعلم أي من اللغات السلافية.
ذات مرة، أثناء زيارة مكتبة مدينة هانوفر، وجدت منهجا لتعليم اللغة اليديشية، مرفقا به كتاب وأسطوانات فونوغرافية، فاستعرته وأخذته معي إلى شركة الإلكترونيات التي أعمل بها، وقلت لزملائي: «استمعوا إلى هذا. إليكم منهجا لتعليم اللغة اليديشية استعرته من المكتبة.» استمعنا إلى التسجيلات، وما كان رد فعلهم الفوري إلا أن قالوا: «هاه! إننا نستطيع فهم اليديشية.» لأن اليديشية تبدو وكأنها لكنة من اللغة الألمانية. وفعليا، هذه اللغة مشتقة من اللغة الألمانية القديمة. وثمة لكنات ألمانية أتعثر في فهمها، وكثيرون من الألمان لا يستطيعون التحاور مع أبناء بلدهم؛ لأن اللكنات غير واضحة. لكن اللغة اليديشية تبدو لي سهلة الفهم (في فيلم «فتى فريسكو» تتحدث الشخصية، التي لعب دورها جين وايلدر، باللغة اليديشية، إلى أفراد من طائفة الأميش، لكنهم لا يستطيعون فهمه، وهو أيضا لا يستطيع فهمهم عندما يتحدثون الألمانية. لا أعرف لهذا سببا؛ إذ لم يكن لدي أدنى صعوبة في متابعة طرفي الحوار في الفيلم).
حتى إن كانت اللغة التي ترغب في تعلمها لا تنتمي إلى فئة من اللغات التي تلم بها، فستجد أنك مع ذلك تكون مستعدا على نحو أفضل مع كل لغة جديدة تدرسها؛ فكثيرون يشرعون في تعلم لغة واحدة، ثم يجدون أنفسهم قد أصبحوا مهووسين بتعلم المزيد من اللغات. وأنا أنظر إلى كل لغة على أنها صديق جديد؛ فمن الممتع أن تتعرف على صديقك الجديد بنحو أفضل. •••
أيا كان السبب، فسأفترض أنك متحمس لتعلم لغة بعينها (سواء أكنت راغبا أم مكرها). أيا كان السبب، فسأوضح لك في الفصول المقبلة أسهل الطرق لتحقيق هدفك.
الفصل الثاني
الإعداد
ثمة حكمة تعلمتها خلال دورة تعلم اللغة الألمانية تقول: «كل البدايات صعبة.» تتبلور المشكلة في أننا حين نبدأ في مشروع جديد ننظر إلى المهمة بجملتها، فيبدو لنا أننا سننسحق تحت وطأتها؛ إذ إن علينا تعلم أمور كثيرة جدا. كيف سنتمكن من تعلم كل هذا؟
يحول هذا دون قيام كثيرين بالمحاولة. إنهم لا يبدءون أبدا؛ لأن المهمة تبدو مستحيلة. ينطبق هذا على تعلم اللغات كما ينطبق على باقي جوانب الحياة. أفضل نهج ينبغي أن ينتهجه المرء هو أن يقسم أوقات المذاكرة على فترات قصيرة، ويضع لنفسه بعض الأهداف. (1) الاستغلال الجيد للوقت
ينصحك كثير من الكتب والمواقع الإلكترونية بضرورة قضاء ثلاث ساعات يوميا - على الأقل - في دراسة اللغة، وإلا فأنت تضيع وقتك. الأمر ليس كذلك؛ فأنا لم أكن أمضي أكثر من ثلاثين دقيقة يوميا في تعلم اللغة الإيطالية «الأساسية»، وكنت قادرا على تحدثها جيدا بدرجة معقولة في خلال أسبوعين . كان هذا كافيا لتعلم الأساسيات، وقد مكنني أنا وعائلتي من السفر على متن سفينة إيطالية، ومن تدبر أمورنا في إيطاليا.
تعلمت الألمانية من خلال قضاء ما بين عشرين وثلاثين دقيقة يوميا في المذاكرة على مدار حوالي ستة أشهر. انقسمت المذاكرة اليومية إلى عدة فقرات؛ ففي الصباح، كنت أشغل درس اليوم على جهاز التسجيل، وأتابع النص من الكتاب لمدة تتراوح ما بين خمس وعشر دقائق، ثم أثناء احتساء قهوة الصباح كنت أخرج الكتاب وأقرأ الدرس. كنت أكرر نفس الأمر أثناء استراحة الغداء، ومرة أخرى أثناء استراحة تناول القهوة. وكثيرا ما كنت أذهب إلى العمل بوسائل المواصلات؛ وهكذا كنت أقرأ الدرس في القطار ذهابا وإيابا، وفي حال استقلالي سيارتي كنت أستمع إلى الدرس أيضا أثناء القيادة.
Bog aan la aqoon