وبعد أن أغلق خلفها الباب ألقى بنفسه على الأريكة وأخذ يتحسس بيديه شعره وجبهته، وخيل إليه أنه يحاول أن يمسك بأصابعه شيئا في رأسه أو في عقله أو في إحساسه؛ إنها أول مرة في حياته يغتصب قبلة من امرأة.
لقد تصرف الليلة بطيش غريب عنه، بعيد كل البعد عن شخصيته المتكبرة المهملة لكل شيء، لكنه يحس أنه يقترب من نفسه، من حقيقته، من النبع العميق الذي يغمس فيه قلمه ويكتب عكس ما يحس.
وقام بسرعة إلى مكتبه، وأمسك بالورقة والقلم، وأخذ يرسم بعض الخطوط والمثلثات كعادته عند بداية الكتابة.
ثم كتب، كتب شيئا جديدا.
نسيان
«مستحيل، مستحيل!»
خرجت هذه الكلمة من فمي، وخرجت معها أنفاسي لاهثة متقطعة.
كنت أجلس ورأسي على كفي، وعيناي مليئتان بالدموع.
حزينة، تعسة، لا أرى شيئا أمامي سوى ظلام يتراكم كأنما فقدت بصري.
فقدت كل الأشياء ألوانها، واصطبغت بلون واحد، السواد!
Bog aan la aqoon