وقد نشأت صداقة شخصية بين الأستاذ أبو السعود وبين المرحوم لياقت علي خان، رئيس الوزارة الباكستانية الأسبق، حتى لقد عهد إليه بعدة مهام خطيرة.
وكان مما كلف به الأستاذ أبو السعود أثناء قيامه بأعباء عمله الخطير في بنك الدولة الباكستاني، رئاسة البعثة الباكستانية لعقد اتفاق دفع مع المملكة العربية السعودية في عام 1950، كما أنه انتخب رئيسا لوفد باكستان الذي أرسل لدراسة بعض النواحي الاقتصادية في مصر.
وقدم الأستاذ أبو السعود مشروعا لتنظيم الزكاة واعتبارها مصدرا أساسيا من موارد الدولة، كما أعد مشروعا آخر لتنظيم ملكية الأرض فأخذ به ونفذ فعلا.
وهو علاوة على ذلك رئيس تحرير نشرة بنك الدولة في باكستان، كما أنه عضو في هيئة تحرير المجلة الاقتصادية.
وكانت زوجة الأستاذ أبو السعود، السيدة الفاضلة ليليا مورو، ذات نشاط ملحوظ في النهضة النسائية الباكستانية، إذ إنها كانت عضوة في جماعة «أبوا» أو «جميع نساء الباكستان»، كما أنها كانت ترأس قسم اللغات في هذه الجماعة، علاوة على عضويتها في قسم البر وقسم الموسيقى وإعانة اللاجئين. •••
أما المصري الثاني فكان الأستاذ الدكتور عبد المحسن الحسيني المدرس بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، وقد أعير إلى جامعة بشاور فانتخب رئيسا لقسم اللغة العربية وعميدا لكلية الدراسات الشرقية بهذه الجامعة.
وقد أنشئ قسم اللغة العربية في جامعة بشاور في شهر سبتمبر من عام 1952، وبدأ الدكتور الحسيني عمله به من يوم 16 سبتمبر سنة 1952. وقسم اللغة العربية هو فرع من كلية الدراسات الشرقية التي تضم اللغة العربية والأوردية والفارسية والبشتو.
وفي أول يناير من كل عام ينتخب أعضاء الكلية عميدا لهم عن العام الميلادي بأكمله، وفي عام 1953 انتخب أعضاء الكلية الدكتور الحسيني عميدا لهم.
وقد خطر لي أن أسأل الدكتور الحسيني عن الأسباب التي شجعته على مغادرة مصر والعمل في هذه البقعة النائية من العالم، يفصله عن الأهل والوطن ما لا يقل عن 24 ساعة بالطائرة! وقال لي الدكتور الحسيني:
شجعني على هذا شيئان: الأول أن رجل العلم يطلبه ولو بأقصى الأرض، فقد قيل: اطلبوا العلم ولو بالصين، وهو كذلك ينشره ويعمل على نشره في أية بقعة مهما بعدت، ولو علمت أن قوما يرغبون فيما عندنا من بضاعة العلم لرحلت إليهم ولو كانوا بأقصى الأرض.
Bog aan la aqoon