22

Tabsira

التبصرة

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

أَحْمَدُهُ حَمْدَ عَبْدٍ لِرَبِّهِ مُعْتَذِرٍ إِلَيْهِ مِنْ ذَنْبِهِ، وَأُقِرُّ بِتَوْحِيدِهِ إِقْرَارَ مُخْلِصٍ مِنْ قَلْبِهِ، وَأُصَلِّي عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ، أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ضَجِيعِهِ فِي تُرْبِهِ، وَعُمَرَ الَّذِي لا يَسِيرُ الشَّيْطَانُ فِي سَربه؛ وَعُثْمَانَ الشَّهِيدِ لا فِي صَفِّ حَرْبِهِ، وَعَلَى عَلِيٍّ مُعِينِهِ وَمُغِيثِهِ فِي كَرْبِهِ، وَعَمِّهِ الْعَبَّاسِ الْمُقَدَّمِ عَلَى أَهْلِهِ وَحِزْبِهِ. [اللَّهُمَّ أَصْلِحْ كُلا مِنَّا بِإِصْلاحِ قَلْبِهِ وَأَنْعِمْ عَلَيْهِ بِغُفْرَانِ ذَنْبِهِ، وَانْفَعْنِي وَكُلَّ حَاضِرٍ بِجَسَدِهِ وَلُبِّهِ] . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قربانا﴾ وَلَدَتْ حَوَّاءُ لآدَمَ أَرْبَعِينَ وَلَدًا، وَكَانَتْ لا تلد إلا توأمًا ذكرًا وأنثى، وأول الأولاد قابيل وتوأمته قليما، وجاء هابيل وتوأمته لبودَا. وَقَابِيلُ وَهَابِيلُ هُمَا الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ابني آدم﴾ . وَقَدْ حَكَى ابْنُ إِسْحَاقَ أَنَّهَا حَمَلَتْ بِقَابِيلَ في الجنة. وفيه بعد. و" النبأ ": الْخَبَرُ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ " بِالْحَقِّ ": أَيْ كَمَا كَانَ. وَالْقُرْبَانُ: فُعْلانُ مِنَ الْقُرْبِ، قَرَّبَاهُ لِسَبَبٍ. رَوَى السُّدِّيُّ عَنْ أَشْيَاخِهِ أَنَّ آدَمَ ﵇ كَانَ يُزَوِّجُ غُلامَ هَذَا الْبَطْنِ جَارِيَةَ الْبَطْنِ الآخر، وجارية هذا غلام البطن ذَلِكَ الْبَطْنِ. وَكَانَتْ أُخْتُ قَابِيلَ أَحْسَنَ مِنْ أُخْتِ هَابِيلَ، فَطَلَبَ هَابِيلُ أَنْ يَنْكِحَ أُخْتَ قَابِيلَ، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَقَرَّبَا قُرْبَانًا لِيُتَقَبَّلَ مِنْ أَحَقِّهِمَا بِالْمُسْتَحْسَنَةِ. فَقَرَّبَ هَابِيلُ جَذْعَةً سَمِينَةً، وَقَرَّبَ قَابِيلُ حُزْمَةَ سُنْبُلٍ، فَنَزَلَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْ قُرْبَانَ هَابِيلَ، وَتَرَكَتْ قُرْبَانَ قَابِيلَ، فَغَضِبَ وَقَالَ: لأَقْتُلَنَّكَ. وقوله: ﴿لئن بسطت﴾ اللامُ لامُ الْقَسَمِ، تَقْدِيرُهُ: أُقْسِمُ لَئِنْ بَسَطْتَ. وجوابه: ﴿ما أنا بباسط﴾ وَالْمَعْنَى: مَا أَنْتَصِرُ لِنَفْسِي ﴿إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ﴾ أن

1 / 42