215

Tabsira

التبصرة

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّهُ عَيْنٌ فِي الْجَنَّةِ مَشُوبَةٌ بالمسك. قاله الحسن. والثالث: الشَّرَابِ الَّذِي لا غِشَّ فِيهِ. قَالَهُ ابْنُ قتيبة والزجاج.
وفي قوله ﴿مختوم﴾ ثَلاثَةُ أَقْوَالٍ، أَحَدُهَا: مَمْزُوجٌ. قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ. والثاني: مختوم على إنائه وهو مذهب. قاله مجاهد. وَالثَّالِثُ: لَهُ خِتَامٌ أَيْ عَاقِبَتُهُ رِبْحٌ.
سَجْعٌ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى
﴿يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ﴾ يَا لَهُ مِنْ كَأْسٍ مَصُونٍ تَقَرُّ بِهِ الْعُيُونُ، يَقُولُ لَهُ الْمَلِكُ كُنْ فَيَكُونُ، يُوجِدُهُ بين الكاف والنوم، إِذَا شَرِبُوهُ لا يَحْزَنُونَ، إِذَا اسْتَوْعَبُوهُ لا يَسْكَرُونَ، نَعِيمُهُمْ لا كَدَرٌ فِيهِ وَلا هُمُومٌ ﴿يسقون من رحيق مختوم﴾ .
شَرَابٌ قَدْ حَلا وَطَابَ، كَأْسٌ يَصْلُحُ لِلأَحْبَابِ، نَعِيمٌ مِنْ فَضْلِ الْوَهَّابِ، لَذَّتْ لَذَّةُ
الدَّارِ وَدَارَ الشَّرَابُ، كَمُلَ الصَّفَا وَزَالَ الْعِتَابُ، طَابَ الْوَقْتُ وَرُفِعَ الْحِجَابُ، صَفَتِ الْحَالُ وَفُتِّحَتِ الأَبْوَابُ، زَارَ الْمُحِبُّ وَسَمِعَ الْخِطَابَ، ثُمَّ فَرِحَ الْقَوْمُ بقرب القيوم ﴿يسقون من رحيق مختوم﴾ .
زَالَ الْعَنَا عَنْهُمْ وَأَقْبَلَ الرَّوْحُ وَالْفَرَحُ، وَارْتَفَعَتِ الْهُمُومُ عَنِ الصُّدُورِ فَانْفَسَحَ الصَّدْرُ وَانْشَرَحَ، وَرَضِيَ الرَّبُّ فَأَعْطَى الْمُنَى وَأَوْلَى وَمَدَحَ، وَطَافَ عَلَيْهِمُ الْوِلْدَانُ بِالأَكْوَابِ فَيَا لَذَّةَ الشَّرَابِ وَيَا حُسْنَ الْقَدَحِ، وَاسْتَرَاحَ مِنَ التَّعَبِ مَنْ كَانَ يَسْهَرُ ويصوم ﴿يسقون من رحيق مختوم﴾ .
قوله تعالى: ﴿ختامه مسك﴾ فِيهِ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا: خَلْطَةُ مِسْكٍ. قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ وَمُجَاهِدٌ. وَالثَّانِي: أَنَّ الَّذِي يُخْتَمُ بِهِ طَعْمُ الإِنَاءِ مِسْكٌ. قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ.
قَوْلُهُ تعالى: ﴿وفي ذلك فليتنافس المتنافسون﴾ أَيْ فَلْيَجِدُّوا فِي طَلَبِهِ وَلْيَحْرِصُوا عَلَيْهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالتَّنَافُسُ كَالتَّشَاحِ عَلَى الشَّيْءِ وَالتَّنَازُعِ فِيهِ.
سَجْعٌ
أَيُّهَا الْغَافِلُ رَبِحَ الْقَوْمُ وَخَسِرْتَ، وَسَارُوا إِلَى الْحَبِيبِ وَمَا سِرْتَ، وَقَامُوا

1 / 235