Tabsira
التبصرة
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
Goobta Daabacaadda
بيروت - لبنان
الْحَافِظَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصُّوفِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى، عَنْ أَبِي الأَدْيَانِ قَالَ كُنْتُ مَعَ أُسْتَاذِي أَبِي بَكْرٍ الدَّقَّاقِ فَمَرَّ حَدَثٌ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَرَآنِي أُسْتَاذِي وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ لَتَجِدَنَّ غِبَّهَا وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ. فَبَقِيَتْ عِشْرِينَ سَنَةً وَأَنَا أُرَاعِي الْغِبَّ، فَنِمْتُ لَيْلَةً وَأَنَا مُتَفَكِّرٌ فِيهِ فَأَصْبَحْتُ وَقَدْ نُسِّيتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الصُّوفِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدِ بْنُ أَبِي صَادِقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشِّيرَازِيُّ،
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد النجار، أخبرني أَبُو بَكْرٍ الْكَتَّانِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ بَعْضَ أَصْحَابِي فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ لَهُ مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ فَقَالَ: عَرَضَ عَلَيَّ سَيِّئَاتِي وَقَالَ: فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: وَفَعَلْتَ كَذَا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: وَفَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أُقِرَّ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا كَانَ ذَلِكَ الذَّنْبُ؟ فَقَالَ: مَرَّ بِي غُلامٌ حَسَنُ الْوَجْهِ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الزَّرَّادِ أَنَّهُ رُئِيَ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَقْرَرْتُ بِهِ إِلا وَاحِدًا اسْتَحْيَيْتُ أَنْ أُقِرَّ بِهِ، فَأَوْقَفَنِي فِي الْعَرَقِ حَتَّى سَقَطَ لَحْمُ وَجْهِي. قِيلَ: مَا كَانَ الذَّنْبُ؟ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى شَخْصٍ جَمِيلٍ.
وَقَدْ رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ ﵁ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: كل عين باكية يوم القيامة إلا عين غضت عن محارم الله، وعين سهرت في سبيل الله، وعين يَخْرُجُ مِنْهَا مِثْلُ رَأْسِ الذُّبَابِ - يَعْنِي الدُّمُوعَ - مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ".
إِخْوَانِي: تَذَكَّرُوا مَصِيرَ الصُّوَرِ، وَتَفَكَّرُوا فِي نُزُولِ بَيْتِ الْمَدَرِ، وَتَلَمَّحُوا بِعَيْنِ لفكر فِي حَالِ الصَّفَا وَالْكَدَرِ، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ فِي دَارِ الْبَلاءِ فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذَانَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيَّ يَقُولُ: كَانَ لِي جَارٌ شَابٌّ وَكَانَ أَدِيبًا، وَكَانَ يَهْوَى غُلامًا أَدِيبًا، فَنَظَرَ يَوْمًا إِلَى طَاقَاتِ شَعَرٍ بِيضٍ فِي عَارِضَيْهِ فَوَقَعَ لَهُ شَيْءٌ مِنَ الْفِكْرِ فهجر الغلام،
1 / 165