123

Tabsira

التبصرة

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

فأقبل عليه إبراهيم يقبله ويبكي، وربطه وجر السِّكِّينَ عَلَى حَلْقِهِ فَلَمْ تَذْبَحِ السِّكِّينُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: انْقَلَبَتْ. فَنُودِيَ: " يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرؤيا " فَإِذَا بِكَبْشٍ فَأَخَذَهُ وَخَلَّى عَنِ ابْنِهِ وَأَكَبَّ عَلَيْهِ يُقَبِّلُهُ وَيَقُولُ: يَا بُنَيَّ الْيَوْمَ وُهِبْتَ لِي. وَرَجَعَ إِلَى سَارَّةَ فَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ فَقَالَتْ: أَرَدْتَ أَنْ تَذْبَحَ ابْنِي وَلا تُعْلِمَنِي؟! قَالَ شُعَيْبٌ الْجُبَّائِيُّ: لَمَّا عَلِمَتْ بِذَلِكَ مَاتَتْ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ. وَإِنَّمَا قَالَ: " فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى " أَيْ مَا عِنْدَكَ مِنَ الرَّأْيِ، وَلَمْ يَقُلْ ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ الْمُؤَامَرَةِ فِي أَمْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ " قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ " أي ما أمرت. " فلما أسلما " أَيِ اسْتَسْلَمَا لأَمْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَرَضِيَا وَفِي جَوَابِ هَذَا قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّ جَوَابَهُ " نَادَيْنَاهُ " وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ. قَالَهُ الْفَرَّاءُ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ سَعِدَ وَأُثِيبَ. قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: صَرَعَهُ عَلَى جَبِينِهِ فَصَارَ على أحد جبينيه على الأرض وهما جبينان والجبهة بينهما. ﴿وناديناه﴾ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: نُودِيَ مِنَ الْجَبَلِ: ﴿يَا إِبْرَاهِيمُ قد صدقت الرؤيا﴾ وَفِيهِ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا قَدْ عَمِلْتَ بِمَا أُمِرْتَ بِهِ. وَذَلِكَ أَنَّهُ قَصَدَ الذَّبْحَ بِمَا أَمْكَنَهُ، فَطَاوَعَهُ الابْنُ بِالتَّمْكِينِ مِنَ الذَّبْحِ، إِلا أَنَّ اللَّهَ صَرَفَ ذَلِكَ كَمَا شَاءَ، فَصَارَ كَأَنَّهُ ذُبِحَ، وَإِنْ لَمْ يَقَعِ الذَّبْحُ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ رَأَى فِي الْمَنَامِ مُعَالَجَةَ الذَّبْحِ وَلَمْ يَرَ إِرَاقَةَ الدَّمِ، فَلَمَّا فَعَلَ فِي الْيَقَظَةِ مَا رَأَى فِي الْمَنَامِ قِيلَ لَهُ: " قَدْ صَدَّقْتَ الرؤيا " وَقَرَأَ أَبُو الْمُتَوَكِّلِ وَأَبُو الْجَوْزَاءِ وَأَبُو عِمْرَانَ والجحدري: " قد صدقت الرؤيا " بتخفيف الدال. ﴿إنا كذلك﴾ أَيْ كَمَا ذَكَرْنَا مِنَ الْعَفْوِ عَنْ ذَبْحِ ولده، كذلك ﴿نجزي المحسنين﴾ .

1 / 143