15 «ومن جهة أخرى، هل عضو الحس باطن أم لا، وإنما هو اللحم نفسه مباشرة؟ لا يمكن استخلاص أي دليل واضح على أن الإحساس يحصل مع الملامسة في وقت واحد؛ لأنه إذا مددنا حول اللحم غشاء فإنه يوصل الإحساس عند الملامسة، ومع ذلك فمن الواضح أن عضو الحس ليس في هذا الغشاء، بل إذا اتحد الغشاء مع اللحم اتحادا طبيعيا كان الإحساس أسرع؛ لذلك يظهر أن هذا الجزء من الجسم كأنه هواء محيط بنا إحاطة طبيعية.»
16
ويقرر أرسطو أخيرا أن حاسة اللمس شاملة؛ إذ يمكنها تحسس الحار والبارد، واليابس والرطب، والأملس والخشن، والصلب واللين؛
17
لذلك فإن الإحساس اللمسي يعتبر أحد أنواع الانفعال؛ إذ إن المحسوس، أي الفاعل، يخرج عضو الحس - وهو الجزء الذي به اللمس - من القوة إلى الفعل.
18 (2) جالينوس (القرن 2م)
اشترط جالينوس وجود اتصال لإدراك كل أنواع الحس، وهو لا يقصد من ذلك الاتصال المباشر إلا للجلد وحسب، وإنما قرر أن اللسان يستجيب إلى ملامسة الرطوبة الموجودة عليه، والشم لملامسة مزيج الهواء وطبائع الروائح، والسمع لملامسة حركة الهواء.
19
كما ميز بين بين أنواع مختلفة من اللمس ولم يربطها بأعضاء أو بأعصاب مختلفة؛ لذلك كان جالينوس يقطع الأعضاء كاملة في تجاربه، ولم يكن له إلى التجربة على أوتار فردية سبيل؛ لذلك نراه لا يميز بين الأعصاب الناقلة لأنواع الحس المختلفة، إلا أنه خص نوعا من الأعصاب - باستثناء أعصاب الحركة وأعصاب الحس العادية - بنقل الحس من الأحشاء الداخلية.
20
Bog aan la aqoon