11
يعود الإحساس عند الإنسان بحسب أرسطو إلى حاسة اللمس، فهي أولى الحواس؛ إنها تميز بين الحار والبارد، كما أنها تميز بين اليابس والرطب.
12
وقد نبه أرسطو إلى أن اللمس لا يتم إلا بالملامسة المباشرة؛ وبذلك تكون حاسة اللمس الحاسة الوحيدة التي تستجيب إلى المحسوس إذا وضع على العضو المدرك مباشرة، وأيد قوله هذا بأننا إذا وضعنا الشيء على القرنية فإنها لا تبصر.
13
ونجد في مكان واحد من كتاب «النفس» يذكر أرسطو بأن حاسة اللمس هي الحاسة الوحيدة الضرورية وغير المستغنى عنها للحفاظ على الحيوان، ثم في مكان آخر يعتبر أن حاسة الذوق شكلا من اللمس؛ لذلك فهي ضرورية أيضا لوجود الحيوان.
14
يبدأ أرسطو بالتساؤل حول ضرورة وجود اللحم حتى تقوم هذه الحاسة بعملها، بمعنى هل يوجد أي دور للعضلات في حاسة اللمس؟
قال أرسطو: «ما يقال عن الملموس يمكن أن يقال عن اللمس؛ ذلك أنه إذا لم يكن اللمس حاسة واحدة بل أكثر من حاسة واحدة، بل أكثر من حاسة، فمن الضروري أن تكون الملموسات كثيرة. ولكن السؤال الذي نضعه أولا هو: أهناك حواس كثيرة للمس أم حاسة واحدة؟ وأيضا فما عضو اللمس؟ أهو اللحم؟ وفي الكائنات [التي لا لحم لها] ما يشبه اللحم؟ أم إنه ليس شيئا من ذلك، وإنما كان اللحم فقط متوسطا، وكان عضو الحس الأول في الحقيقة عضوا باطنا آخر؟
ويظهر مع ذلك أن كل إحساس فهو إحساس بتضاد واحد؛ فللبصر مثلا هو البياض والسواد، وللسمع الحاد والثقيل، وللذوق المر والحلو. أما الملموسات فإنها على العكس تشمل متضادات كثيرة؛ الحار والبارد، واليابس والرطب، والصلب واللين، وما إلى ذلك .»
Bog aan la aqoon