125

Tabrid

التبريد في التراث العلمي العربي

Noocyada

50

وذكر عبد اللطيف البغدادي (توفي 629ه/1231م) أن نفقة الملاقف الكبرى والمتقنة في عصره في مصر كانت تصل إلى خمسمائة دينار.

51

وتشير الوثائق إلى أنه منذ القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي بدأت الملاقف تدخل في حسابات علماء الفلك، خصوصا من قبل الفلكيين في مصر؛ فقد بحث العالم الفلكي ابن يونس (توفي 399ه/ 1008م) حول الاتجاه الصحيح لكثرة البادهنج، فالمعروف أن النسيم العليل في مصر يهب من الشمال باتجاه الشمال الغربي؛ ولذا فإن الملاقف المصرية كانت ذات كوة واحدة.

52

كما تناول ابن السراج الحلبي شهاب الدين أحمد بن علي القلانسي (توفي بعد 726ه/1326م) في رسائله عن الآلات الفلكية تصميما تخطيطيا لشكل البادهنج والجهات التي يجب أن يوضع وفقها. وقد تساءل الباحث ديفيد كنج عن سبب تناول ابن السراج لموضوع التهوية في كتاب فلكي من هذا النوع، وقد تبين له أنه من بين مجموعة الجداول الفلكية التي كانت تستخدم في القاهرة في العصور الوسطى لضبط الوقت وتحديد مواقيت الصلاة، كان يوجد جدول يمكن من يستخدمه من تحديد مواضع البادهنج بناء على زاوية شروق الشمس في الشتاء (حوالي 27° جنوب شرق). وقد كانت جميع مباني القاهرة في تلك الأزمنة تحرص على وجود البادهنج فيها. وقد أفاد وجود شكل البادهنج في نص فلكي لاكتشاف العناصر الأساسية التي تحكم تخطيط المدينة الإسلامية.

53

وأخيرا فقد أفرد لنا شهاب الدين بن المجدي (توفي 850ه/1560م) رسالة صغيرة بعنوان «تحفة الأحباب في نصب البادهنج والمحراب»،

54

أراد من خلالها مساعدة البنائين في تحديد جهة الرياح أو سمت القبلة؛ أي إن الرسالة تعتبر بمثابة دليل إرشادي عملي حول كيفية ضبط مكان واتجاه الملقف، وكيف يمكن الاستفادة من تحديد اتجاه الملقف لمواجهة الرياح في تحديد اتجاه القبلة.

Bog aan la aqoon