70

Tabaqat Sulaha' al-Yaman

طبقات صلحاء اليمن

Baare

عبد الله محمد الحبشي

Daabacaha

مكتبة الارشاد

Goobta Daabacaadda

صنعاء

ودرس فِي الْمَسْجِد وَفِي الْجَامِع الْمُبَارك وَفِي غَيرهمَا من الْمدَارِس قَرَأَ على الإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي البُخَارِيّ وَضبط نسخته من لَفظه وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ أَيْضا فِي مَدِينَة تعز واشتغل بالتدريس بِمَدِينَة إب وانتفع بِهِ الطّلبَة انتفاعا عَظِيما وقلما قَرَأَ عَلَيْهِ أحد إِلَّا انْتفع بقرَاءَته عَلَيْهِ وَكَانَت لَهُ معرفَة جَيِّدَة فِي معرفَة كتب الخراسانيين كالوجيز والوسيط وَكَانَ دأبه الإقراء بهما وبالمنهاج للنووي وَالْحَاوِي وَكَانَ كثير التِّلَاوَة لِلْقُرْآنِ وَكَانَ من أحسن النَّاس ضبطا للكتب وَكَانَ كثير النّسخ وَكتبه مضبوطة محشاة أوقفها على ذُريَّته ثمَّ أقربائه وَهِي مَعْدُومَة النظير من ضَبطهَا وحسنها وَكَانَ كثير السَّعْي فِي قَضَاء حوائج الْمُسلمين وَكَانَ متثبتا فِي الْجَواب وموفقا فِي الإقراء والتدريس وَله قصائد كَثِيرَة زهدية وَغَيرهَا وَهِي مَعْرُوفَة مدونة وَكَانَ ﵀ فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ لم يتْرك الصَّلَاة اصلا بل يجْتَهد فِي أَدَائِهَا وَقد رأى بعض الْفُضَلَاء النَّبِي ﷺ فِي الْمَنَام وَعِنْده الْفَقِيه صفي الدّين أَحْمد بن حسن هَذَا الْمَذْكُور وَهُوَ يتحدث مَعَ النَّبِي ﷺ وَذَلِكَ فِي آخر مَرضه قَرِيبا من مَوته وَجَمَاعَة من النَّاس بعيد مِنْهُمَا فتحدثا زَمَانا طَويلا فَلَمَّا افْتَرقَا قَالَ بعض الْحَاضِرين يَا فَقِيه أَحْمد مَا فعل لَك رَسُول الله ﷺ فَقَالَ قضى لي كل حَاجَة فِي أَمر الدّين وَالدُّنْيَا فَالْحَمْد لله ثمَّ أخبر من كَانَ حَاضرا عِنْده قبل مَوته بِيَوْم أَن الْفَقِيه صفي الدّين قَالَ رَأَيْت هَذَا الْبَيْت امْتَلَأَ نورا وَقَالَ رأى ذَلِك ثَلَاث مَرَّات فِي يَوْم وَاحِد وَمن شدَّة النُّور لم يفتح عينه وَأخْبرهمْ بذلك وَهُوَ يُشَاهِدهُ فِي الْيَقَظَة

1 / 86