Tabaqat Sulaha' al-Yaman
طبقات صلحاء اليمن
Tifaftire
عبد الله محمد الحبشي
Daabacaha
مكتبة الارشاد
Goobta Daabacaadda
صنعاء
ولَايَة الْقَضَاء بِمَدِينَة تعز ودام بهَا إِلَى أَن توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثمانمئة وَكَانَت سيرته حَسَنَة بِالْقضَاءِ وَكَانَ ذَا مروة وَحسن خلق وكرم يعول بُيُوتًا كَثِيرَة من أَقَاربه وأهليه وَكَانَت لَهُ عبَادَة وَقيام وَصِيَام يَصُوم فِي كل سنة رجبا وَشَعْبَان وَالْأَيَّام الْمَنْدُوب إِلَى صيامها فِي السّنة وَقَرَأَ على الإِمَام الْجَزرِي عِنْد وُصُوله إِلَى مَدِينَة تعز بِالْحَدِيثِ وَأَجَازَ لَهُ وَكَانَ يدرس ويفتي
وَخَلفه بِولَايَة الْقَضَاء بِمَدِينَة تعز صنوه الْفَقِيه رَضِي الدّين أَبُو بكر بن مُحَمَّد العرشاني وَلم تطل مدَّته بل توفّي أول سنة سبع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة وَكَانَ لَهما أُخْت فاضلة عابدة اسْمهَا سيدة الْقَضَاء بنت مُحَمَّد العرشاني تَصُوم النَّهَار وَتقوم اللَّيْل واشتهر لَهَا كرامات وَلم تتَزَوَّج إِلَى أَن توفيت سنة سبع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة ﵏ ونفع بهم
وَمن المتوفين بِمَدِينَة تعز الْفَقِيه الْفَاضِل رَضِي الدّين أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن صَالح بن إِبْرَاهِيم بن صَالح بن عمر البريهي كَانَ فَقِيها مُجْتَهدا محصلا يطْلب الْعلم موفقا لم أتحقق من حَاله غير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته بعد سنة ثَلَاثِينَ وثمانمئة ﵀ ونفع بِهِ
وَمِنْهُم المقرىء الشَّيْخ الصَّالح تَقِيّ الدّين عمر بن سعيد بن فاتك قَرَأَ على جمَاعَة من أَئِمَّة وقته فِي مُعظم فنون الْعلم وَكَانَ لَهُ الباع الأطول فِي علم الْأَسْمَاء ويستخدم الْجِنّ ويحرز المجانين وَحكي عَنهُ أَنه صحب جمَاعَة من شُيُوخ الصُّوفِيَّة الأكابر مِنْهُم الشَّيْخ الْعَفِيف بن عمر بن المسن وترافقا فِي السّفر إِلَى مَكَّة المشرفة فحجا وزارا قبر النَّبِي ﷺ وَتَأَخر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين عَن الزِّيَارَة لعذر فَأعْطَاهُ الشَّيْخ الْعَفِيف شَيْئا من الدَّرَاهِم لينفقها على نَفسه فأنفق بَعْضهَا ثمَّ ضَاعَت الدَّرَاهِم فَوقف أَيَّامًا جائعا ثمَّ دخل الْحرم الشريف للطَّواف وأضمر أَنه إِذا وجد شخصا فِيهِ أَمَارَات الْخَيْر طلب مِنْهُ شَيْئا من النَّفَقَة فَطَافَ فَلَمَّا فرغ من الطّواف لَقِي رجلا عَلَيْهِ أَمَارَات الْخَيْر قَالَ فَقَالَ لي ذَلِك الرجل ارحب يَا من لَهُ جَائِع أَيَّامًا قف عِنْدِي فلي أَيَّام جَائِع
1 / 220