Tabaqat Sulaha' al-Yaman
طبقات صلحاء اليمن
Baare
عبد الله محمد الحبشي
Daabacaha
مكتبة الارشاد
Goobta Daabacaadda
صنعاء
وَكَانَ شَاعِرًا فصيحا فَلَمَّا علم بِمَوْتِهِ تَابَ وَنَدم على مَا حصل مِنْهُ فَأتى بقصيدة يعْتَذر فِيهَا ويرثى بهَا الْفَقِيه جمال الدّين من ذَلِك مَا قَالَه فِيهَا
(ولي هفوات فِيهِ بالْأَمْس قلتهَا ... إِلَى الله قد اصبحت مِنْهُنَّ تَائِبًا)
(فَإِنِّي فِي مدحي لَك الْيَوْم صَادِق ... كَمَا كنت فِي ذمِّي لَك الأمس كَاذِبًا)
(فَقل لِذَوي الْحَاجَات موتوا مجاعَة ... فقد مَاتَ عَنْكُم من يُمِيت المساغبا)
وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَنَّهُ كَانَ على يَدَيْهِ قَضَاء حوائج لِأُنَاس كثيرين عِنْد سُلْطَان الْوَقْت وَمِنْهَا
(فاصبر فَإِن الصَّبْر لِلْأجرِ جالب ... فدونكم مَا كَانَ لِلْأجرِ جالبا)
(سقى الله مثواه حَيا مُتَتَابِعًا ... وَأَعْطَاهُ فِي أَعلَى الْجنان مراتبا)
وَمِنْهُم الْفَقِيه الصَّالح الْعَلامَة شهَاب الدّين أَحْمد بن عبد الله الْحرَازِي كَانَ من عباد الله الصَّالِحين وَالْأَئِمَّة الْمُحَقِّقين العارفين قَرَأَ على الإِمَام جمال الدّين الريمي فِي فنون الْعلم فَأجَاز لَهُ وَخلف الإِمَام الريمي بعد مَوته بالتدريس بِالْمَدْرَسَةِ المؤيدية وَبِه تخرج جمَاعَة من الْفُقَهَاء مِنْهُم الْفَقِيه عفيف الدّين عبد الْوَلِيّ بن مُحَمَّد الوحصي وزوجه ابْنَته وَأوصى لما خصّه من السَّبَب للتدريس بالمؤيدية للفقيه عبد الْوَلِيّ وَخَلفه بالتدريس بهَا توفّي الْفَقِيه شهَاب الدّين فِي الْعشْر الأول من المئة التَّاسِعَة وقبر بالأجيناد ﵀ ونفع بِهِ آمين
وَمن المتوفين بِمَدِينَة تعز من الوافدين إِلَيْهَا القَاضِي الْأَجَل الْعَلامَة جمال الدّين مُحَمَّد بن القَاضِي الْأَجَل الْعَالم قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين بن عَليّ بن القَاضِي الْعَالم شرف الدّين أَحْمد عرف بالجنيد وَنسبه يلتقي إِلَى عُثْمَان بن عَفَّان ﵁ كَمَا وجدته مُعَلّقا بِخَط الإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي وَأثْنى عَلَيْهِ ثَنَاء حسنا وَقَالَ إِنَّه من
1 / 198