193

Tabaqat Al-Shaficiyah Al-Kubra

طبقات الشافعية الكبرى

Tifaftire

محمود محمد الطناحي وعبد الفتاح محمد الحلو

Daabacaha

هجر للطباعة والنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

1413 AH

Goobta Daabacaadda

القاهرة

وإعمال الْقُلُوب والجوارح فَمن ترفعها يحمد صَاحبهَا
تبَارك اللَّه مَاذَا تبلغ الهمم
وَمن تقاصرها يلام إِلَى حَيْثُ يرْتَفع الممدوح بهَا إِلَى أعلا من منَاط النُّجُوم ثمَّ يترقى إِلَى مَا تتقاصر الْعُقُول عَن إِدْرَاك حَقِيقَته ويتنازل المذموم بالتقاعد عَنْهَا إِلَى أَسْفَل من حضيض التخوم إِلَى مَا يبعد الأنظار عَن سَواد شقوته وَمن يرد الرب تَعَالَى بِهِ خيرا ينله مِنْهَا مَا شَاءَ عَلَى مَا يصنع وَمن يرفع اللَّه لَا يوضع
وَهَذَا الإِمَام المطلبي أخرجه اللَّه من صميم الْعَرَب حَيْثُ ترْتَفع بيوتها فَوق السما وَمن بني مُضر حَيْثُ هِيَ جَارة ذيل الفخار والعلا ثمَّ من إكرام اللَّه تَعَالَى إِيَّاه وموهبته لَهُ لَا بمسعاه أَنه لم يخلق بعد عصر الصَّحَابَة فِي قُرَيْش مثله وَلَا أَقَامَ مِنْهُم مُدعيًا لإمامة الْعلم وَالدّين يسمع لَهُ النَّاس عَلَى مر السنين وَلَا موسوما بِهَذَيْنِ الْأَمريْنِ مَعَ شَهَادَة الْخلق وشهرة الِاسْم عِنْد الْخَاص وَالْعَام سواهُ
فَنَقُول وَلَا نزكي عَلَى اللَّه أحدا وَلَا نقطع عَلَى اللَّه أبدا لَعَلَّ اللَّه تَعَالَى إِنَّمَا أَرَادَ ذَلِك ليتوضح أَمر إِمَامَته ويتبين للخاص وَالْعَام وَلَا يخالط الشَّك شَيْئا من الأفهام
وَقد أنْشد ابْن الْمقري فِي كِتَابه لبَعْضهِم مِمَّا يُنَاسب ذكره هُنَا
(الشَّافِعِي إِمَام كل أَئِمَّة ... تربي فضائله عَلَى الآلاف)
(ختم النُّبُوَّة والإمامة فِي الْهدى ... بمُحَمَّدين هما لعبد منَاف)
وَقد ذكر أهل الْعلم أَن اللَّه تَعَالَى حمى اسْم نَبينَا مُحَمَّد ﷺ أَن يتمسى بِهِ من يَدعِي النُّبُوَّة قبل زَمَانه وَفِي إبان خُرُوجه لمثل مَا ذَكرْنَاهُ وَلَعَلَّه ﷾ قدر بعد انْقِرَاض عصر الصَّحَابَة أَن لَا يخرج من قُرَيْش متبوع فِي الْعلم وَالدّين غير الشَّافِعِي ليستقيم هَذَا الْمِنْهَاج وَلَا يخالط الْقُلُوب شَيْء من الاختلاج ثمَّ نركب من هَذَا دَلِيلا عَلَى أَنَّهُ

1 / 197