163

وكان رحمه الله متواضعا بحيث يظن جليسه أنه يستهزء به، رقيق القلب بحيث يبكي إذ سمع شيئا، أو تفكر في نفسه ساعة، أو خاض في علوم الصوفية وأرباب الأحوال، وكان على هذه الحالات إلى أن أصابه مرض وغلبت عليه الحرارة، فحمل في المحفة إلى قرية من قرى نيسابور لإعتدال هوائها، وتوفي بها ليلة الأربعاء بعد صلاة العشاء في الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وله تسع وخمسون سنة، وصلى عليه ابنه الإمام أبو القاسم ودفن هناك، ثم نقل بعد سنتين إلى جانب والده، وكان له أربعمائة تلميذ، فكسروا محابرهم، وأقلامهم، وأقاموا كذلك حولا، وكسروا أيضا منبره.

وإنما عرف بإمام الحرمين: لأنه كان إماما بمكة حين مجاورته، ودخل المدينة زائرا قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقدم القوم فأقام هناك نحو عشرة أيام.

المتولي صاحب التتمة رحمه الله:

* هو أبو سعيد عبد الرحمن بن مأمون النيسابوري

Bogga 176