106

شهدت له مجلسا يدرس فيه «11» الاصول والنحو، قال: ولقد عقد ابو القاسم بن سعد «12» الاصفهاني «13» وزير السلطان في البصرة مجلسا عظيما للجمع بين اصحاب ابي هاشم وبين الاخشيذية فقد كانت الفتنة عظمت بينهم، فحضرنا ذلك المجلس فاتفق من زعيمهم الحبشي انه قال في بعض ما جرى من كلام يجري مجرى التوبيخ له «1» بإحضار العامة معه، فقال «2»: انهم من أهل القرآن والسنن، فقال:

وما «3» الذي يفعل بالحركة والسكون؟ فأقبل ابو القاسم عليه بالتعنيف العظيم «4» وقال: كانك «5» ذممت ما جعله الله طريق معرفته، واخذ يورد في ذلك ما يقوي به كلامه وعظم الانتفاع به لنيته الصالحة «6»

قيل «7»: ودخل عليه ابو القاسم الواسطي فاخذ يظهر الغم «8» لشدة علته فقال له: ابشر فقد نطقت احوالي بحسب طاقتي، ومضى ولم يخلف من الدنيا الا اليسير، قيل: ومات عن اثنتين وستين سنة

والثاني هو «9» ابو عمران السيرافي، درس على ابي هاشم أولا ثم فارقه واختلف الى ابي بكر الاخشيذ، وكان يدعو الناس الى التوحيد والعدل ولحقه بسبب ذلك المحن العظام «10»

ومنهم ابو بكر بن «11» الاخشيذ، وقد مر شرح احواله «15»

Bogga 108