Tabaqat Mashayikh Bi Maghrib
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Noocyada
امامة محمد افلح بن عبدالوهاب رحمه الله حدث غير واحد من اصحابنا ان محمدا بن افلح اجمعت على توليته جماعة المسلمين ، فولوه على انفسهم فلم يختلف عليه اثنان ،وبلغ الغايه فى العدل والفضل والاقتداء بمن سلفه ، فكانت نفوسه فيما قيل لا يعدلون ايامه وسيرته الا بايام جده عبد الرحمن وسيرته الا بايام جده عبد الرحمن وسيرته وذلك انهم اتخذوا مجلسه حينئذ كالمسجد ، فطائفه يصلون ، وطائفه يقرأون الكتاب ، وطائفة يتذاكرونفي فنون العلم ،ومكث في امامته اربعين سنة على هذا الحال ، محمود السيره مجتهدا في الصلاح قائما بالحق قاضيا بالعدل الى ان علت سنة ورق عظمه ، وتوفي رحمه الله ، وله تاليف في الرد على اهل الخلاف لا يشق فيها غباره ولا تياره ، فولى ابنه يوسف ابن محمدا بن افلح رحمه الله .
امامة يوسف بن محمد بن افلح رحمه الله
ولما مات محمد رحمه الله ولى ابنه يوسف ، فمكث في الامامه اثنى عشر سنة ، وقد اطردت له الامور ، وكان عامله على جبل نفوسه ابا منصور الياس على ما كان علية في ايام ابيه، وايام جده، وكان قاضية اذ ذاك عمروس فتح رحمة الله وكان عالما كبيرا وله تواليف تأليف في الاصول والفروع. وكان قد عزم على ان يؤلف تأليفا مرضيا على ثلاثة قواعد : الكتاب، والسنة، والرأى، ويجعل كل قاعدة بمعزل فادركه اجله عجلا قبل تأليفه " فانا لله وانا اليه راجعون " ، وفي ايام يوسف كان طلب أبى منصور ولد ابن خلف على ما سيأتي ذكره . وذلك ان ابا منصور كان فاضلا مستجاب الدعاء ،اذ كرامات، ذكر عنه انه اذا خرج في عسكر ركب بغله وكان لا يتقي النبال ، وكانت النبال تتحادى عنه وعن بغلته يمينا وشمالا ، وهو مقتحم الحروب، لا يقع شئ منها عليه ولا عليها ، قلت ولعل ركوبه البغلة لان ينشط العامة، ويشجعهم ولان يعلموا انه لا يحدث نفسه بفرار فيتاسوه به، وان كانت البغله ليست بمركوب لقتحم الحروب .
Bogga 88