Tabaqat Mashayikh Bi Maghrib
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Noocyada
فلما كان اليوم الذي عزم فيه على أخذ الديوان وقد هيأ كل ما يحتاج الي ، فرق الديوان على الوراقين ، وجعل لكل ناسخ دينارا ولكل ممل نصف دينار دينار ،فلما كان آخر النهار استدعى آخرين ،وجعل لكل ناسخ دينارين ،ولكل ممل دينارا فالأجرة الأولي على عمل النهار ،والأخرى على عمل الليل ،فما انقضى الليل آلا والديوان كله قد كمل نسخه ،آلا سفرا واحد .فجاءه رسول السلطان يطلب الديوان ،فدفعه الى من تناوله له ،أبقى في يديه السفر الذي لم ينسخه ،فشقه في مجلس السلطان مرة واحده فحفظه كله ،فاعلم السلطان بذلك أمر بامتحانه فاخذ منه الكتاب فقراه سردا بلا نظر ،فعجب السلطان بذلك ،ففصل نفاث من مجلسه أملا السفر على من نسخه فكمل له الديوان ،وأعملت الحيلة في القبض عليه .واعمل هو حيله في التخلص ،وسلك طريقا مجهولة ،حتى نفذ الى بلده ومعه الديوان ،قيل بأنه سبعة أحمال .فلما وصل إلى بلاد طرابلس وجد أصحابه الذين ضلو لضلالته قد قلوا وضعفوا ،فساء ظنه وخشى ان اظهر الديوان تكون جماعة اهل الدعوة هم المنتفعون به ،فلم تسمح نفسه الخبيثه باظهاره ،فحفر حفره ودفن فيها الديوان بحيث لا يعلم له موضع ،ففقد الى يومنا هذا ،ومات نفاث وكان بدء امره نفاقا وكفرا وعاقبته حسدا،فنعوذ بالله من علم لا ينفع وعمل للكلم الطيب لا يرفع ،ولم يبق ببلادنا من يقول بقول نفاث وينصر حجته الا فريق من مطماطة فمنهم من بالجملة ومنهم بالجمل واليه ينسبون ، فيقال لهم النفاثية ، فوقى الله الإمامة شره ،ودحض عزه .
Bogga 86