Tabaqat Mashayikh Bi Maghrib
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Noocyada
فسار فلما كان ببعض الطريق غلب الشره على نفاث فاستخفه حب الرئاسه ، فاستغل سعدا وتخلف الى رحلهما ، فقص خاتم الكتاب وقرأه ، فوجد سعدا هو العامل ، فظنت نفسه الظنون ، واعتقد العداوة واضمر الغش لاستمال الامام سعدا دونه ، ولما وصلا قنطنار قرأ بها كتاب الأمام ، فسمع أهلها واطاعا فاقام سعد واليا عليهم ، محسنا للسيرة ، عاملا بطاعة الله عز وجل ، وتمادى نفاث الى بالده ، فسئل عن الامام واحواله ، فاظهر الطعن فيه ، وقال انه اضاع امور المسلمين ويزيد في الخلقة اذا مشى ، ويلبس الطرطور ،ويخرج الى الصيد ن ويصلى بالاشبور(1 ) ، فبلغ الامام طعنه فيه ، وارسل الامام اليه بان يحضره بما نقم عليه فقا لان كان ما تقول حقا قبلنا ورجعنا اليه ، وان كان باطلا فاءة ، وهذه الكلمة فيها معنى الوعيد ، فلما بلغ ذلك نفاثا ، قال ايه من السلطان هو القتل .
وله مسائل انتحلها لا اصل لها منها زعمه ان الخطبة بدعة ومنها قوله ان ابن الاخ الشقيق أولى بالميراث من الأخوة للأب ، وانهم يحجبونهم ، ولما انتشر ذلك عنه وسمعه مشائخ أهل الدعوة ن قالوا لو لم يكن له جرم الا فتياه هذه لكان بها أهلا للضلال ، فكيف والضلال محيط به في جميع الاحوال ، فمن مذموم احواله ما بلغنا انه دخل قرية وجاء الى دار رجل من اهلها فلم يجده فانصرف ، فلما اتى صاحب الدار اعلمه اهله بمجئ نفاث يسأل عنه ، فابتدر الرجل وكب دابته وخرج يطلب نفاثا ، ليرجع الى مذهبه ، فسار الى الليل فادرك نفاثا يعاتب نفسه ويقول : ضللت وأضللت يا نفاث ، فمحمد الرجل ربه ورجع الىاهله ، واقام على مذهب اهل الحق ، وبلغنا ان ابن اخت لنفاث اتاه فقال له : عبر لى رؤيا رأيتها ، رأيت رجلا جمع شعيرا فجعله صبرة كبيرة فرقى سنور اعلاها ، فقال له ذلك رجل جمع علوما فاستولى عليه الشيطان ،فقال انت هو الرجل يا خالي .
Bogga 83