Tabaqat Mashayikh Bi Maghrib
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Noocyada
فقال ابو عبيدة لاصحابه هذه نصيحة قد اخرجها الله من عدوكم وعدوه ، فامر اصحابه بالتنحي ، واسندوا ظهورهم الى جبل فظن خلف ان ذلك على جبن وهلع فقدم سرعان خيله ، ورعيان رجله ، فلما جاء والعساكر على اثره ، وغشوا ابا عبيدة دعا ابو عبيدة بوضوء فتوضأ مستترا برجال ، وصلى ركعتين وابتهل وتضرع الى الله تعالى عز وجل ، وسأل ان يقل شوكتهم وقال : ( يا من لم اعرض عنه منذ استقبلت أمره لا تفرق هذه العصابة على يدي ) وبلغنا ان رجلا من اصحاب خلف دنا من عسكر ابي عبيدة فقال لرجل منهم ما الذي أوقفكم ؟ قال وقفنا ندععو الله ، فقال الخلفي فما بال السلاح ، فقال للدفاع في سبيل الله ، قال من تدفعون ؟ فقال : ندفع من بغى علينا ، فقال له آخر من اصحاب ابي عبيدة لصاحبه مالك النت له القول؟ فقال له : طمعا في الصلح ورغبة في تأخير بعض الشر ، يا اخي ، ثم تدانى القوم بعضهم من بعض ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، وذلك في عشية الخميس الثالث عشر من رجب سنة احدى عشرة ومائتين ، قال وكان في عسكر ابي عبيدة رجل شجاع ، حاذق بالطعن يقال له البعاس ،ولد ايوب بن العباس ، فنظر اليه ابو عبيدة فرآه يضرب يمينا وشمالا ، وقد حمى الميمنة والميسرة والقلب ، فقال ابو عبيدة وقد ركزه اه لحمي المعقبات ، وقاه الله نار العقاب ، وذكر عن العباس انه ضرب رجلا بسيفه فأطار رأسه ، وقال العباس للرأس : الى النار وقال الراس : وبئس المصير ، وكان ممن يكثر النسك والاجتهاد قبل ذلك ، فقال العباس : هذا جسد كنت ادعوا له بالجنة زمانا ، وانه لمن وقود النار ، انا لله وانا اليه راجعون ، نسأل الله خواتم الخير .
Bogga 80