187

Tabaqat Mashayikh Bi Maghrib

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

Noocyada

وبلغنا أن رجلا من أصحابنا من أهل المشرق أقبل من بلاده يريد زيارة أهل الدعوة بالمغرب، فاجتاز بجبل نفوسه فتصفح أحوال أهل الجبل واختبر كل من يأويه إليه منهم، ثم توجه إلى الإمام بتاهرت، ولما وصلها تصفح أحوالها وأحوال من بها فسأله أهل تاهرت عن جبل نفوسة فقال لهم: الجبل هو أبو زكرياء وأبو زكرياء هو الجبل، وأما أبو مرداس فكالغزال نفسي، نفسي، وأما أبو العباس ففتى مقرعي - يصفه بالشدة والنجدة - فلما رجع المشرقي إلى الجبل سألته نفوسة عن أهل تاهرت، فقال: ليس بها أحد غير الإمام ووزيره مزور بن عمران.

وبلغنا أن أبا مرداس كلف بأمر آخرته فأضاع أمر دنياه وكان مقترا عليه، يذكر أنه شاور بعض أخوانه في التزوج وسأله أن يخطب له امرأة تصلح به فطاف بالجبل فلم يجد أيما إلا واحدة مجنونة، فأخبرها أن أبا مرداس أرسله ليخطب عليه امرأة، فقالت له: فأنا أجبت خطبته، قال: فأتى الرجل إلى أبي مرداس فأعلمه بما كان من جواب المرأة وعرفه بحالها، فقال أبو مرداس: أما إذا اختارتني فأنا أتزوجها، فتزوجها أبو مرداس ومكث معها دهرا وكانت من أفضل نساء نفوسة وأحسنهن وأرفعهن ذكرا وذلك ببركة الشيخ وموافقته، قلت لعل الذي ذكر في وصفها بالجنون إنما هو الوسوسة وشراسة الأخلاق، أو ممن يجن ويفيق، وإلا فكيف ينعقد النكاح على مجنونة لا تفيق؟ وأما ما أذهب الله عنها فلا ينكر، وهي أيضا من الكرامات نحو ما تقدم من أمثال ذلك في هذا الكتاب.

-----------------------

1- اللعنة والطرد

أبو ميمون الجطالي

ومنهم أبو ميمون من أهل ايجطال من نفوسة الجبل -رحمه الله- ممن له في الآخرة رغبة وترغيب ولم يكن له في دنياه أكثر نصيب، وكان ذا جد في العلم، والاجتهاد وسعي في العبادة ومنافع العباد، وكان ممن يعد في الشيوخ وممن قدمه في العلم ذا رسوخ، وكان ذا تفقد لمواضع المعروف وذا إيثار على ما كان عليه من الإقلال والإقتار.

Bogga 86