Tabaqat Mashayikh Bi Maghrib
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Noocyada
يتجه أبو حمزة ومن معه إلى الشام فيعترضهم أهل المدينة قال: فأقام أبو حمزة بذى طوى، قال: وكان يدخل فيجمع ثم يرجع إلى ذي طوى، قال: فاجتمع إليه من نواحي مكة رجال من خزاعة مسلحون في نحو أربعمائة رجل، قال: وخرجوا معهم إلى المدينة وكان الذين قدموا من اليمن نحو ستمائة رجل، قال: ثم خرج نحو المدينة يريد الشام ولم يكن يريد أن يعرض لأهل المدينة، قال: فخرجوا إليه فقاتلوه بقديد، قال: فمما يراجعهم فيه من الكلام أن يقول: إنا ندعوكم إلى الله وإلى كتاب فإلى من تدعوننا انتم؟ قال: فيقولون ندعوكم إلى طاعة مروان، فيقول: يا سبحان الله؟ ندعوكم إلى طاعة الله وتدعونا إلى طاعة الفاسق مروان، قال: فاقتتلوا فقتل منهم أربعة آلاف، قال: وأصيب مع أبي حمزة يوم مكة أبو عمر وابنه وكانا من أفاضل المسلمين، قلت: وقد وقفت في سيرة عبدالله بن يحيى على الخطبتين اللتين خطبهما بمكة والمدينة متطاولتين بأبلغ ما يأتي به خطيب ثم وقفت عليهما أوجز من ذلك قليلا فيما صححته عن بعض خطب من أهل الخلاف، فآثرت أن أثبتها هنا على نحو ما صححته عنهم لأن شهادة خصمك لك أصح من شهادة أخيك لك.
خطبة أبى حمزة بمكة
روى رواتهم قال خطب أبو حمزة الشاري بمكة حرسها الله فصعد المنبر متنكبا قوسا عربية، فخطب خطبة طويلة فقال:
Bogga 58