138

Tabaqat Mashayikh Bi Maghrib

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

Noocyada

فتيا أبي عبيدة في ضمان المكترى وقال وائل كنا بمنى في خباء أبي عبيدة، وحاجب حاضر، ومحمد بن سلامة المدني ومحمد بن خليفة المدني، وكان محمد بن حبيب من العباد الأخيار، قال: ولم ير أبا عبيدة قام يسلم عل أحد إلا على محمد بن سلامة، ومحمد بن حبيب فانه إذا رآهما قام إليهما واعتنقهما، قال وائل: وفي الخباء مشائخ من أهل حضرموت فقهاء علماء، قال: فسألتهم عن رجل اكترى دابة إلى موضع معلوم، فجاوز الموضع، فعطبت الدابة، قال: فأجمعوا كلهم أنه ضامن للدابة، قال: فقلت له: فما ترون في الكراء؟ قالوا لا نرى عليه كراء، إنما ضمناه الدابة، قال وكان أبو عبيدة غائبا أو نائما فاستيقظ فقال حاجب يا حضرمي اسأل الشيخ عن مسألتك، قال فسألته، قال: يضمن ثمن الدابة والكراء، قال فقال له محمد بن سلامة من أين يا أبا عبيدة ؟ قال: من حيث لا تعلم.

وقال أبو سفيان جاء رجل من الازد يقال له النظر أبو محمد إلى أبي عبيدة يسأله عن مسألة، فوجده في شكاة فأجابه بجواب ثم يقال اذهب إلى الربيع فائت به قال: فجاء الربيع ودخل الربيع ودخل على أبي عبيدة وهو مستلق وعلى صدرة صحفة فيها فتات خبز يأكل منه، قال: فقال: أسأل الربيع عن مسألتك، قال فسألته فأجاب بغير جواب أبي عبيدة، قال: فقال: له أبو عبيدة أليس المقوم فيها كذا وكذا يعني الجواب الذي أجاب به الرجل أو لا، فقال له الربيع: أم الذي حفظت عنك فغير هذا، قال: أوقد حفظت عني ؟ قال نعم، قال فقال للرجل فخذ به فانه قد حفظ عنى قال أبو سفيان كأن الشيخ أحس من نفسه لأجل تشاكيه أنه وهم فيها.

Bogga 35