135

Tabaqat Mashayikh Bi Maghrib

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

Noocyada

حد الغبن في البيع كما يراه أبو عبيده وقال خرج أبو عبيدة ذات مرة إلى مكة ومعه سابق العطار، وكان سابق من خيار من أدركت قال فبينما هم نازلون في بعض المنازل إذ وقفت عليهم إعرابية معها لبن وسمن وجدي. فاشترى منها سابق اللبن والسمن والجدي بقارورة خلوف وقلادة قال ثم جاء باللبن إلى أبي عبيدة قال، فقال: أخر عنا لبنك يا سابق قال لم يا أبا عبيدة؟ قال ويحك يا سابق كم ثمن القلادة؟ قال دانق أو نحوه قال فكم ثمن القارورة؟ قال دانق أو نحوه قال ويحك يا سابق إنما الغبن أن تكون العشرة باثنين أو العشرة بالخمسة أو الدرهم بالدرهم، وأما مثل هذا فلا. فأرسل سابق إلى الأعرابية فجاءت، فقال لها أبو عبيدة: كم ثمن اللبن عندكم؟ فقالت: لا ثمن له عندنا، قال: وبكم ثمن السمن؟ قالت: درهمان، قال بكم ثمن الجدي؟ قالت: درهمان قال: فأخرج سابق أربعة دراهم فدفعها إليها، فقال أبو عبيدة: هلم لبنك إلينا يا سابق.

وقال كان أصحابنا من أكثر الناس حجا وكان لغير وأحد نجائب يحمل عليها إلى مكة، قال وكان جد سلامة يدعى بأبي سالم، وكان من خيار المسلمين وفضلائهم وكان فيمن حبسه الحجاج مع أبي عبيدة وضمام في السجن وقال: كان أبو سالم يذكر ذلك، قال: قرمنا إلى اللحم، قال وكان رجل يدخل علينا فسألناه أن يشتري لنا دجاجة ويشويها لنا، ويأتينا بأربعة أرغفة قال: وكان أبو سالم موسرا كثير المال قال: فقال للرجل: صانع فيها حتى توصله إلينا، قال فصانع صاحب الحبس، فأرسلها إليه قال: فلما جاءنا بها قسمناها على أربعة أجزاء، قال فإذا نحن بجلبة نحو البيت الذي نحن فيه قال: فخفنا أن يكون فطن بنا، فرمينا بالدجاجة والأرغفة في الكنيف، قال: ولم يكن فطن بنا، قال وكان طرحنا إياها في الكنيف بعدما عايناها أشد من قرمنا اللحم ولما آمنوا استدركوا خطاياهم.

Bogga 32