Tabaqat Mashayikh Bi Maghrib
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Noocyada
قريب بن مالك وزحاف ومنهم قريب ( و) زحاف ابنا مالك رحمهما الله كانا بالفضل بمكان، وبمن يعد الإمكان متبتلين للعبادة وكانت عنهما هفوة كفرتها الشهادة، حدث أبو سفيان قال لما ألح ابن زياد في أخذ الشراة أخذ جماعه منهم فمنهم العرب والموالى، قال فأمر الموالى بضرب أعناق العرب فأبوا وقالوا: لا نقتل أهل ولايتنا وأهل نعمتنا قال: وأمر العرب بضرب أعناق الموالي فضربوا أعناقهم، فلما فعلوا ذلك خلي سبيلهم، قال: فلما خرجوا من عنده قالوا: ما صنعنا! قتلنا إخواننا وأولياءنا قال: فأتوا إلى أوليائهم وقالوا: استقيدوا منا قالوا: تالله لانفعل عمدتم إلى أوليائكم فقتلتموهم وقد دعوا إلى مثل ما دعيتم إليه فأبوا ستلقونهم غدا عند الله. قال وكان فيهم قريب وزحاف وآخر يسمى كعبا وغيرهم، فندموا أشد الندامة قال وكان أحدهم إذا تيمم مجلسا من مجالس المسلمين يستأذن فلا يؤذن له ويخاطب بأقبح الخطاب، فيقف يبكى ما شاء الله ثم ينصرف، قال: فأما كعب فانه لم يذكر ذلك الموقف قط إلا صعق، قال: فخرج ذات مرة من البصرة إلى مكة مع أبي عبيده قال: وكان ذات ليلة في مضجعه إذ انتبه فتذكر فصعق ووقع عن الجمل فأتاه أبو عبيده فنزل إليه وجعل يرفع رأسه ويقول: إني لأرجو أن لا يعذب الله كعبا، فكان هذا ما سمع فيه من أبي عبيده، وأما قريب وزحاف فانهما لما أعياهم الأمر خرجا في سبيل الله فقاتلا حتى قتلا وكان فيما يزعمون يقول أحدهما كلما ضرب عضو منه اللهم عضو بعضو حتى قتلا، وحدث عن حاجب بن مسلم، عن جابر والأسود ابن قيس بن أبي وقاص " أو أبي فقعس" انهما كانا يلقيان ابن عباس في الموسم فجاء جابر وحده، فقال له ابن عباس: أين صاحبك؟ قال أخذه عبيد الله بن زياد قال ابن عباس: وانه لمنهم؟ فقال له جابر: نعم. أو ما أنت منهم؟ قال اللهم لا، وذكروا أن " أشجع بن قرة" كان واليا عليهم بعد عبدالله بن حوش حتى قتلوا جميعا وقد كانوا هزموا عدوهم مرتين.
Bogga 28