123

Tabaqat Mashayikh Bi Maghrib

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

Noocyada

قال: ويروى أن رجلا من أصحاب ابن زياد قال خرجنا في جيش نريد خراسان، فمررنا بآسك، فإذا نحن بهم ستة وثلاثين رجلا، فصاح بنا أبو بلال: أقاصدين لقتالنا أنتم؟ وكنت أنا وأخي فدخلنا زربا، فوقف أخي ببابه فقال: السلام عليكم فقال مرداس: وعليكم السلام، فقال لأخى: أجئتم لقتالنا؟ قلنا: لا إنما نريد خراسان، قال: فابلغوا من لقيكم اننا لم نخرج لنفسد في الأرض ولا لنروع أحدا، ولكن هربا من الظلم، ولسنا نقاتل الا من يقاتلنا، ولا نأخذ من الفئ إلا اعطياتنا ثم قال: أندب الينا أحد؟ قلنا: نعم أسلم بن زرعة الكلابى، قال: فمتى ترون يصل الينا؟ قلنا يوم كذا وكذا فقال أبو بلال: حسبنا الله ونعم الوكيل. وجهز عبيد الله بن زرعة في أسرع وقت، ووجهه إليهم في ألفين، وقد تتام أصحاب مرداس أربعين رجلا: فلما صار اليهم أبن زرعة صاح به ابو بلال: اتق الله يا مسلم فإنا لا نريد قتالا ولا نحتجن فيئا، فما الذي تريد؟ قال: أريد أن أردكم إلى ابن زياد، قال مرداس: إذا يقتلنا، قال: وأن قتلكم ! قال تشرك في دمائنا، قال أذن الله بأنه محق وأنت مبطلون، فصاح به حريث بن حجل: هو ممن يطيع الفجرة وهو أحدهم ويقتل بالظنة، ويخص بالفئ ويجور في الحكم أما علمت أنه قتل بابن سعادة أربعة براء، وأنا أحد قتلته؟ ولقد وضعت في بطنه دراهم كانت معه"8".

ثم حملوا عليه حملة رجل واحد، فانهزم هو وأصحابه بغير قتال، قال وكان معبد أحد الشراة قد كاد أن يأخذه، فلما ورد على ابن زياد غضب عليه غضبا شديدا، وقال: ويحك أتمضي في ألفين وتهزم لحملة من أربعين رجلا؟ وكان مسلم يقول: لأن يذمني ابن زياد وأنا حي أحب إلي من أن يمدحني وأنا ميت. وكان إذا خرج إلى السوق ومر بصبيان صاحوا به أبو بلال وراءك، وربما صاحوا به يا أبا سعيد"9" خذه، فشكى ذلك إلى ابن زياد فأمر الشرط أن يكف الناس عنه، ففي ذلك يقول عيسى بن فاتك التميمي من بني تيم اللات بن تغلبة في كلمة له:

Bogga 20