Tabaqat Mashayikh Bi Maghrib
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Noocyada
الطبقة الثانية 50-100ه : 1- جابر بن زيد الازدي منهم جابر بن زيد الازدى -رحمه الله- . بحر العلوم العجاج"1" وسراج التقوى، ناهيك به من سراج، أصل المذهب وأسه الذي قام عليه نظامه، ومنار الدين ومن انتصبت به أعلامه، صاحب ابن عباس رضى الله عنه، وكان امهر من صحبه، وقرأ عليه، والمقدم ممن يشار في الفتيى إليه، ذكر أبو طالب المكي في كتاب قوت القلوب قال ابن عباس -رحمه الله- : اسألوا جابر بن زيد فلو سأله أهل المشرق والمغرب لوسعهم علمه، وعن اياس بن معاوية قال: لقد رأيت البصرة وما بها مفت غير جابر بن زيد وعن الحصي بن حيال انه قال: لما مات جابر بن زيد بلغ موته انس بن مالك فقال: مات أعلم من على ظهر الأرض أو قال مات خير أهل الأرض، وعن ابن عباس أيضا انه قال: جابر بن زيد أعلم الناس، وعنه انه كان يقول عجبا لأهل العراق كيف يحتاجون ألينا وعندهم جابر بن زيد، لو قصدوا نحوه لوسعهم علمه، وله آثار كثيرة مذكورة، وكرامات، ومقامات في العلم تعلو المقامات سيأتى ما أمكن. إن شاء الله.
جابر بن زيد يدعو الناس للاعتبار
فمن ذلك ما ذكر أبو سفيان* قال: أصاب الناس على عهد جابر بن زيد ظلمة وريح، ورعد، ففزعوا إلى المساجد قال فخرج أبو الشعثاء إلى بعض المساجد فجلس فيه يذكر الله، والناس في تضرع وضجة، قال فلما انجلت تلك الريح وتلك الظلمة أخذ الناس ينصرفون إلى أسواقهم ومنازلهم قال: فدعا قوما كانوا قريبا منه فقال لهم ما كنتم تظنون هذا الأمر؟ قالوا خفنا أن تكون القيامة قد قامت قال إنما خفتم طي الدنيا والإفضاء إلى الآخرة، قالوا نعم قال لقد خفتم أمرا عظيما فحق عليكم أن تخافوه، ثم قال أين تذهبون الآن؟ قالوا إلى منازلنا قال لقد خفتم أمرا عظيم ففزعتم إلى الدعاء، ولو جاء ما خفتم لم يغن عنكم ما كنتم فيه شيئا، فالآن إذ رد الله عليكم دنياكم فاعملوا حين قبول العمل وأما ما كنتم فيه فلو كان الأمر ما خفتموه لم يغن عنكم دعاؤكم من الله شيئا.
Bogga 7