============================================================
ابو العباس أحمد بن عمر بن جعمان بفتح الجيم وسكون العين المهملة وقبل الألف ميم ويعدها نون، الصريفي السب نسبة إلى صريف بن ذؤال، وهو أبو قبيلة كبيرة من قبائل عك بن عدنان، كان المذكور فقيها عالما ورعا زاهدا متقللا من الدنيا مشهورا بالعلم والصلاح، قليل الخلطة للناس، مشتغلا عنهم بالعبادة من الصيام والقيام، وكان صاحب جد في السدين لا تأخذه في الله لومة لاثم، انتفع به جماعة من الأعيان، أشهرهم وأفضلهم وأعظمهم بركة وأكثرهم انتفاعا، الفقيه شرف الدين أبو القاسم بن ايراهيم بن جعمان، وسيأت ذكره في ترجمة مستقلة، وبنو جعمان هؤلاء بيت علم وصلاح، شهرتهم تغني عن التعريف بحالهم، منهم الفقيه أحد المذكور وابن عمه الفقيه جمال الدين محمد بن بحى بن جعمان، كان من كبار عبادالله الصالحين حتى كان يقال له: نقاد الأولياء، وكان معاصرا للفقيه أحد، وكانت وفاة الفقيه أحمد المذكور سنة أربع وثلاثين وتمانمائة، وخلفه في موضعه الفقيه أبو القاسم المذكور، وسيأتي بيان ذلك محققا في ترجمته إن شاء الله تعالى ابو العباس أحمد بن أبي بكر بن محمد الوداد البكري التيمي القرشي الصوفي كان شيخا كبيرا عارفا عالما عاملا كاملا محققا لعلوم الطريقة، متفننأ في كثير من العلوم الشرعية والأدبية وغير ذلك، اشتغل في بدايته بالعلم، حتى برع فيه، ثم أقبل على العبادة والرياضة، وحج إلى بيت الله الحرام، وزار قبر نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، على قدم التجريد مع جماعة من الفقراء بعد أن صحب الشيخ العارف الكبير اسماعيل بن ابراهيم الجبرتي، وتحكم له واختص به، وصار اكبر أصحابه. وكان الشيخ يثني عليه كثيرا حتى قال: إني لأعرف المتخلقين من أصحابي والمتعلقين، فما لأحد منهم ما لابن الرداد من التخلق والتعلق، وكان قد
Bogga 88