267

============================================================

تعالى محمد بن أبي بكر الحكمي السماع، فقال الشيخ للفقيه المنكر يوما في حال السماع: يا فقيه ارفع رأسك فرفع رأسه، فرأى الملائكة تدور في الهواء.

وقال أعني الامام اليافعي في موضع آخر: أخبرني بعض الأولياء من شيوخ اليمن أنه جاء الى تربة الشيخ الجليل الولي الكبير محمد بن أبي بكر الحكمي، فخرج اليه من القبر مشدود الوسط قال: فقلت له: أراك مشدود الوسط، فقال نحن بعد في الطلب من زعم انه وصل فقد كذب، لأنه لا يوصل إلا الى حدود، والله متعال عن النهايات والحدود.

ومما يحكى من كراماته نفع الله به أنه غاب الفقيه محمد البجلي في بعض الأيام لبعض حوائجه، فقعد الشيخ ودرس درسته مكانه، وكان أميا لا يقرأ شيئا وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وكانت وفاة الشيخ محمد الحكمي سنة سبع عشرة وستمائة، وقبره بقبرة عواجة، والى جنبه قبر صاحبه الفقيه محمد بن حسين البجلي، وعلى قرب منهما المعلم حسين والد الفقيه محمد المذكور وكان المعلم حسين من كبار عباد الله الصالحين نفع الله به، وتربة الشيخ والفقيه من الترب المعظمة المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة، ومن استجار هنالك أمن من كل ما يخاف، ولا يقدر أحد أن يناله بمكروه من الدولة والعرب وغيرهم، وهما ذرية كثيرون آخيار مباركون شهر منهم جماعة بالولاية التامة والكرامات والمكاشفات، وقد تقدم ذكر جماعة منهم، وسيأتي ذكر من تحقق حاله منهم أيضا إن شاء الله تعالى نفع الله بهم أجمعين.

ق عبدالله محمد بن حسين الجلي كان نفع الله به فقيها عالما إماما محققا عارفا جامعا بين الشريعة والحقيقة سالكا في ذلك أحسن طريقة، صاحب ايات وإفادات وكرامات ومكاشفات.

يروى انه كان في بدايته يقرا على الفقيه ابراهيم بن زكريا مقدم الذكر،

Bogga 267