============================================================
تشتمل على قرى كثيرة ومزارع، خرج منها جماعة من الصالحين والعلماء، واتفق للشيخ مبارز المذكور قصة مع امرأة شيخه ابن ظفر بعد وفاته، وسيأتي ذكر ذلك محققا في ترجمة شيخه المذكور إن شاء الله تعالى، ولم يزل الشيخ مبارز برباطه المذكور، حتى توفي فيه، وقبره هنالك مشهور يزار ويتبرك به نفع الله به.
ابو عبدالله محمد بن آبي بكر المكمي صاحب عواجة، كان المذكور نفع الله به شيخا كبيرا من أشهر مشايخ الصوفية الكبار باليمن، صاحب تربية وأحوال ومقامات عوال، وكراماته اكثر من أن تحصر، وأشهر من آن تذك، أصله من حكامية حرض، وذكر الفقيه حسين الأهدل في تاريخه أن بلدهم المصبرا، قرية قريبة من مدينة حرض، وان قبر الشيخ أبي بكر والد الشيخ محمد المذكور فيها، معروف يزار ويتبرك به، وهي بفتح الميم وسكون الصاد المهملة وكسر الباء الموحدة وقبل الألف راء، كان في بدايته تجارا في بلده، وكان مع ذلك كثير العبادة، فحصلت له فتوحات ربانية فخرج من بلده وترك ضيعته، وقدم عواجة على الفقيه محمد بن حسين البجلي الآتي ذكره إن شاء الله تعالى، فحصل بينهما من الالفة والاتحاد ما لم يكن بين غيرهما، وشهرت صحبتهما شهرة عظيمة بحيث لا يذكر أحدهما الا ويذكر الآخر معه، فلا يقال إلا الشيخ والفقيه أو الحكمي والبجلي، وما كانا إلا كروح.
واحدة لا يذكران إلا معا ولا يمدحان إلا معا ، وللأديب محمد بن حمير فيهما مدائح كثيرة موجودة في ديوانه، تركتها للاختصار ولشهرتها بين الناس، وكذلك لغيره من الشعراء فيهما جملة مدائح نفع الله بهما.
يروى آنه لما وصل الشيخ محمد من بلده الى ناحية عواجة، جاء الى موضع كثير الاشجار، فقال: يا شجرة الحراثين اعوجي، فاعوج شجر ذلك المكان جيعه، فكان الشيخ يعمل منه آلة الحرث للناس.
ومن كرامات الشيخ محمد، نفع الله به، آنه وصل رجلان أخوان من بلاد
Bogga 264